لمن ضرب الله مثلا، أفتظن أن رسول الله صلى الله عليه وآله خالف ما أمره الله، فلم يجادل بما أمره الله به، ولم يخبر عن الله بما أمره أن يخبر به؟!
[احتجاج الرسول صلى الله عليه وآله وجداله ومناظرته:] 323 - ولقد حدثني أبي الباقر عليه السلام، عن جدي علي بن الحسين زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيد الشهداء، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه اجتمع يوما عند رسول الله صلى الله عليه وآله أهل خمسة أديان:
اليهود والنصارى، والدهرية، والثنوية ومشركو العرب.
فقالت اليهود: نحن نقول: عزير ابن الله، وقد جئناك يا محمد لننظر ما تقول فان تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك.
وقالت النصارى: نحن نقول، إن المسيح ابن الله اتحد به، وقد جئناك لننظر ما تقول، فان تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك.
وقالت الدهرية: نحن نقول: الأشياء لا بدء لها وهي دائمة، وقد جئناك لتنظر ما تقول، فان تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك.
وقالت الثنوية: نحن نقول: إن النور والظلمة هما المدبر ان، وقد جئناك للنظر ما تقول، فان تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك.
وقال مشركو العرب: نحن نقول إن أوثاننا آلهة (1) وقد جئناك للنظر ما تقول فان تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: آمنت بالله وحده لا شريك له، وكفرت بكل (2) معبود سواه.
ثم قال لهم: إن الله تعالى بعثني كافة للناس (3) بشيرا ونذيرا، حجة على العالمين