الآخرة التي يدوم نعيمها ولا يبيد عذابها. (1) 339 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عجبا للعبد المؤمن من شيعة محمد وعلي عليهما السلام أن ينصر (2) في الدنيا على أعدائه، فقد جمع له خير الدارين، وان ما امتحن في الدنيا ذخر له في الآخرة، ما [لا] يكون لمحنته في الدنيا قدر عند اضافتها إلى نعيم الآخرة، وكذلك عجبا للعبد المخالف لنا أهل البيت، ان خذل في الدنيا وغلب بأيدي المؤمنين، فقد جمع له (3) عذاب الدارين، وان امهل في الدنيا، واخر عنه عذابها كان له في الآخرة من عجائب العذاب، وضروب العقاب، ما يود لو كان في الدنيا مسلما، وما لا قدر لنعم الدنيا التي كانت له عند الإضافة إلى تلك البلايا.
فلو أن أحسن الناس نعيما في الدنيا، وأطولهم فيها عمرا من مخالفينا، غمس يوم القيامة في النار غمسة، ثم سئل هل لقيت نعيما قط؟ لقال: لا. ولو أن أشد الناس عيشا في الدنيا، وأعظمهم بلاء من موافقينا وشيعتنا، غمس يوم القيامة في الجنة غمسة، ثم سئل هل لقيت بؤسا [قط]؟ لقال: لا. فما ظنكم بنعيم وبؤس هذه صفتهما، فذلك النعيم فاطلبوه، وذلك العذاب فاتقوه. (4) قوله عز وجل: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ": 165 - 167.