قوله عز وجل: " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ": 21 68 - [قال الإمام عليه السلام:] قال علي بن الحسين عليهما السلام في قوله تعالى:
" يا أيها الناس " يعني سائر [الناس] المكلفين من ولد آدم عليه السلام.
" اعبدوا ربكم " أي أطيعوا (1) ربكم من حيث أمركم من أن تعتقدوا أن لا إله إلا الله (2) وحده لا شريك له، ولا شبيه ولا مثل [له] عدل لا يجور، جواد لا يبخل، حليم لا يعجل، حكيم لا يخطل، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله، وأن آل محمد أفضل آل النبيين، وأن عليا أفضل آل محمد، وأن أصحاب محمد المؤمنين منهم أفضل صحابة المرسلين. [وأن أمة محمد أفضل أمم المرسلين]. (3) [كيفية خلق الانسان وتطوراته:] 69 - ثم قال الله عز وجل: (الذي خلقكم) [اعبدوا الذي خلقكم] من نطفة من ماء مهين، فجعله في قرار مكين، إلى قدر معلوم، فقدره، فنعم القادر الله رب العالمين.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن النطفة تثبت في [قرار] الرحم أربعين يوما نطفة، ثم تصير علقة أربعين يوما، ثم مضغة أربعين يوما، ثم تجعل (بعده عظاما) (4) ثم تكسى لحما، ثم يلبس الله فوقه جلدا، ثم ينبت عليه شعرا، ثم يبعث الله عز وجل إليه ملك الأرحام، فيقال له: أكتب أجله وعمله ورزقه، وشقيا يكون أو سعيدا.
فيقول الملك: يا رب أني لي بعلم ذلك؟