في مسيل واد، قال: وذكر آخرون أنه عند مخرج الأبطح إلى مكة (1) انتهى.
وقال معاوية بن عمار في الحسن: فإذا نفرت وانتهيت إلى الحصباء - وهي البطحاء - فشئت أن تنزل قليلا، فإن أبا عبد الله عليه السلام قال: كان أبي ينزلها ثم يحمل فيدخل مكة من غير أن ينام بها (2). وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما نزلها حيث بعث بعائشة مع أخيها عبد الرحمن إلى التنعيم فاعتمرت لمكان العلة التي أصابتها فطافت بالبيت ثم سعت ثم رجعت فارتحل من يومه (3).
وعن أبي مريم: إن الصادق عليه السلام سئل عن الحصبة، فقال: كان أبي ينزل الأبطح قليلا ثم يجي فيدخل البيوت من غير أن ينام بالأبطح (4). وقال: كان أبي ينزل الحصبة قليلا ثم يرتحل، وهو دون خبط وحرمان (5).
قلت: وأظن أنهما اسمان لمكانان ثم زالا وزال اسمهما، فالخبط بالكسر الحوض والغدير، والحرمان مصدر حرمه الشئ يحرمه إذا منعه.
قال الأزرقي في تاريخه: كان أهل مكة يدفنون موتاهم في جنبتي الوادي يمنة وشامة في الجاهلية وفي صدر الاسلام، ثم حول الناس جميعا قبورهم إلى الشعب الأيسر لما جاء فيه من الرواية، ففيه اليوم قبور أهل مكة إلا آل عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس وآل سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فهم يدفنون بالمقبرة العليا بحائط حرمان (6).
قال السيد تقي الدين الفاسي المكي المالكي في مختصر المقدمة: قلت: حائط حرمان هو - والله أعلم - بالموضع الذي يقال له: الحرمانية عند المعابدة.
وقال الأزرقي أيضا: حد المحصب من الحجون مصعدا في الشق الأيسر