فكان ما روينا في هذا الحديث قد دخل فيه ما في الحديثين الأولين لان فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أتجد رقبة قال لا قال فصم شهرين متتابعين قال ما أستطيع قال فأطعم ستين مسكينا فكان النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بكل صنف من هذه الأصناف الثلاثة لما لم يكن واجدا للصنف الذي ذكره له قبله فلما أخبره الرجل أنه غير قادر على شئ من ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر فكان ذكر العرق وما كان من دفع النبي صلى الله عليه وسلم إياه إلى الرجل وأمره إياه بالصدقة هو الذي روته عائشة رضي الله عنها في حديثها الذي بدأنا بروايته فحديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا أولى منه لأنه قد كان قبل الذي في حديث عائشة رضي الله عنها شئ قد حفظه أبو هريرة رضي الله عنه ولم تحفظه عائشة فهو أولى لما قد زاده وأما حديث مالك وابن جريج فهما عن الزهري على ما قد ذكرنا وقد بينا العلة في ذلك فيما تقدم من هذا لباب فثبت بما ذكرنا من الكفارة في الافطار بالجماع في الصيام في شهر رمضان ما في حديث منصور وابن عيينة ومن وافقهما عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول أبي حنيفة وأبى يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى باب الصيام في السفر حدثنا علي بن شيبة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن عمرو بن الحسن عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى زحاما ورجل قد ظلل عليه فسأل ما هذا فقالوا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر أن تصوموا في السفر حدثنا ابن أبي داود قال ثنا أبو الوليد قال ثنا شعبة فذكر بإسناده مثله حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال حدثني جابر بن عبد الله قال مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل في سفر في ظل شجرة يرش عليه الماء فقال ما بال هذا قالوا صائم يا رسول الله قال ليس من البر الصيام في السفر فعليكم برخص الله التي رخص لكم فاقبلوها
(٦٢)