من آل جعدة بن هبيرة عن جدته أم هانئ قالت دخلت أنا وفاطمة رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فجلست عن يمينه فدعا بشراب فشرب ثم ناولني فشربت وأنا صائمة فقلت يا رسول الله أراني إلا قد أثمت أو أتيت حنثا عرضت على وأنا صائمة فكرهت أن أرد عليك فقال هل كنت تقضين يوما من رمضان فقالت لا قال فلا بأس حدثنا فهد قال ثنا الحسن بن الربيع ح وحدثنا روح بن الفرج قال ثنا يوسف بن عدي قالا ثنا أبو الأحوص عن سماك عن ابن أم هانئ عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه غير أنه قال فلا يضرك فقد خالف ما روى قيس وأبو عوانة وأبو الأحوص ما روى حماد بن سلمة لان حمادا قال في حديثه إن كان قضاء من شهر رمضان فصومي يوما مكانه وإن كان تطوعا فان شئت فاقضيه وإن شئت فلا تقضيه فكان ذلك على أنه لا يجب القضاء عليها إذا كان تطوعا وقال الآخرون في حديثهم أتقضين شيئا من رمضان قالت لا قال فلا يضرك أي أنك لست بآثمة في إفطارك من هذا التطوع وليس في ذلك ما ينفى أن يكون عليها قضاء يوم مكانه فقد اضطرب حديث سماك هذا ثم نظرنا هل روى عن غيره مما فيه دلالة على شئ من ذلك فإذا ربيع الجيزي قد حدثنا قال ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال ثنا عبد الله بن عمر العمرى عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت أصبحت أنا وحفصة رضي الله عنها صائمتين متطوعتين فأهدى لنا طعام فأفطرنا عليه فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه فقال اقضيا يوما مكانه ففي هذا دليل على أن حكم الافطار في الصوم التطوع أنه موجب للقضاء فكان مما يحتج به أهل المقالة الأولى في فساد هذا الحديث أن أصله ليس عن عروة عن عائشة وإنما أصله موقوف على من دون عروة وذلك أن يونس حدثنا قال أنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن ابن شهاب أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما أصبحتا صائمتين ثم ذكر مثله قالوا فهذا هو أصل الحديث قالوا وقد سئل الزهري عن ذلك هل سمعه من عروة فقال لا وذكروا ما حدثنا ابن أبي داود قال ثنا نعيم قال سمعت بن عيينة يقول سئل الزهري عن حديث عائشة رضي الله عنها أصبحت أنا وحفصة رضي الله عنها صائمتين فقيل له أحدثك عروة فقال لا
(١٠٨)