482 [(يا عيسى جد في أمري ولا تهزل، واسمع وأطع، يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول أتيت من غير فحل، أنا خلقتك آية للعالمين، فإياي فاعبد وعلي فتوكل. خذ الكتاب بقوة، فسر لأهل سوريا بالسريانية، بلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم الذي لا أزول، صدقوا النبي الأمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج (وهي العمامة) والنعلين والهراوة (وهي القضيب) الأنجل العينين، الصلت الجبين، الواضح الخدين، الأقنى الانف، المفلج الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر، أسمر اللون، دقيق المسربة، ششن الكف والقدم، إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشى كأنما ينقلع من الصخرة وينحدر من صبب، وإذا جاء مع القوم بذهم، عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفح منه، لم ير قبله مثله ولا بعده، طيب الريح، نكاح النساء، ذو النسل القليل، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب، يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان، كلامه القرآن، ودينه الاسلام، وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيامه وسمع كلامه. قال عيسى يا رب وما طوبى، قال: شجرة في الجنة، أنا غرستها تظل الجنات، أصلها من رضوان، ماؤها من تسنيم، برده برد الكافور، وطعمه الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا. فقال عيسى: اللهم اسقني منها، قال حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي، أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب، ولتعينهم على اللعين الدجال، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم، إنهم أمة مرحومة) *] * 482 المصادر:
*: أمالي الصدوق: ص 224 225 مجلس 46 ح 8 حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: