536 [(إن من أشراط القيامة إضاعة الصلوات واتباع الشهوات، والميل إلى الأهواء وتعظيم أصحاب المال، وبيع الدين بالدنيا، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إن عندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وأمناء خونة، فقال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إن عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويصدق الكاذب ويكذب الصادق، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال صلى الله عليه وآله: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها تكون إمارة النساء ومشاورة الإماء وقعود الصبيان على المنابر، ويكون الكذب ظرفا والزكاة مغرما والفئ مغنما، ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه، ويطلع الكوكب المذنب، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ويكون المطر قيظا ويغيظ الكرام غيظا ويحتقر الرجل المعسر، فعندها تقارب الأسواق إذ قال هذا لم أبع شيئا وقال هذا لم أربح شيئا فلا ترى إذا ذاما لله، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم وإن سكتوا استباحوا حقهم، ليستأثرون أنفسهم بفيئهم وليطؤن حرمتهم وليسفكن دماءهم وليملؤن قلوبهم دغلا ورعبا، فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إن عندها يؤتى بشئ من المشرق وشئ من المغرب يلون أمتي، فالويل لضعفاء أمتي منهم والويل لهم من الله، لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا ولا يتجاوزون عن مسئ، جثثهم جثة الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها