بهذا العنوان، وكان ذلك مكر وخديعة منه.
رجاء بن أبي الضحاك في المدينة وصل الرجاء وفرناس الخادم إلى المدينة المنورة وبلغا رسالة المأمون إلى الرضا عليه السلام وقالا: إن المأمون أمرنا بإشخاصك إلى خراسان، ولم يبين المصادر مما جرى بينه وبين رجاء بن أبي الضحاك إلا أنه عليه السلام تهيأ للسفر كارها ومتيقنا أنه يموت هذا السفر ولم يرجع إلى أهله وبلده.
قال مخول السجستاني: كنت بالمدينة لما ورد البريد بإشخاص الرضا عليه السلام إلى خراسان، فدخل المسجد ليودع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فودعه مرارا كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدمت إليه وسلمت عليه فرد السلام و هنأته فقال: زرني فاني أخرج من جوار جدي فأموت في غربة وأدفن في جنب هارون (1).
خروج الرضا عليه السلام من المدينة أمر المأمون رجاء بن أبي الضحاك أن يأتي به خراسان على طريق البصرة و الأهواز وفارس، ولم يشخصه عن طريق بغداد والكوفة، والجبل وقم، ولما كانت البصرة والأهواز وفارس في أيدي إخوته إسماعيل بن موسى وزيد بن موسى وكانت لهما شوكة في تلك البلاد وخضعت لهما العباد أراد المأمون أن يأتي بالرضا من ذلك الطريق إلى خراسان، لتميل قلوبهم إليه.
ولما أراد الرضا عليه السلام للخروج وتهيأ للسفر جمع عياله وأهل بيته وأمرهم أن يبكوا عليه حتى يسمع، ثم فرق فيهم اثنى عشر ألف دينار، وقال لهم: إني لا أرجع إليكم ثم ودع جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكى عند قبره، وخرج من المدينة إلى الخراسان.