مسند الإمام الرضا (ع) - الشيخ عزيز الله عطاردي - ج ١ - الصفحة ٤١
في توحيد الله سبحانه فقال: أول عبادة الله معرفته وأصل معرفة الله عز وجل توحيده ونظام توحيده نفى التحديد عنه، لشهادة العقول أن كل محدود مخلوق وشهادة كل مخلوق أن له خالقا ليس بمخلوق والممتنع من الحدث هو القديم في الأزل فليس الله عبد من نعت ذاته ولا إياه وحد من اكتنهه ولا حقيقته أصاب من مثله ولا به صدق من نفاه ولا صمد صمده من أشار إليه بشئ من الحواس ولا إياه عنى من شبهه، ولا له تذلل من بعضه ولا إياه أراد من توهمه كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول، بصنع الله يستدل عليه وبالعقول تعتقد معرفته وبالفطرة تثبت حجته.
خلق الله تعالى الخلق حجابا بينه وبينهم، مباينته إياهم مفارقته انيتهم، و ابتداؤه لهم دليل على أن لا ابتداء له، لعجز كل مبتدأ منهم عن ابتداء مثله فأسماؤه تعال تعبير، وأفعاله سبحانه تفهيم، قد جهل الله تعالى من حده، وقد تعداه من اشتمله وقد أخطأه من اكتنهه، ومن قال كيف هو فقد شبهه، ومن قال فيه لم فقد علله، و من قال: متى فقد وقته، ومن قال فيم فقد ضمنه، ومن قال إلى م فقد نهاه، ومن قال:
حتى م فقد غياه، ومن غياه فقد جزأه ومن جزأه فقد ألحد فيه، لا يتغير الله تعالى بتغير المخلوقات ولا يتحدد بتحدد المحدود، واحد لا بتأويل عدد، ظاهر لا بتأويل المباشرة متجل لا باستهلال رؤية، باطن لا بمزايلة، مباين لا بمسافة، قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسم، موجود لا عن عدم، فاعل لا باضطرار، مقدر لا بفكرة، مدبر لا بحركة، مريد لا بعزيمة، شاء لا بهمة، مدرك لا بحاسة، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة، لا تصحبه الأوقات، ولا تضمنه الأماكن ولا تأخذه السنات ولا تحده الصفات ولا تفيده الأدوات.
سبق الأوقات كونه والعدم وجوده، والابتداء أزله، بخلقه الأشياء علم أن لا شبه له، وبمضادته بين الأشياء علم أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة والصرد بالحرور، مؤلف بين متباعداتها، ومفرق بين متدانياتها، بتفريقها دل على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها قال الله عز وجل: ﴿ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون﴾ (1) له معنى الربوبية إذ لا مربوب وحقيقة

(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة كلمة المؤلف 3
2 لزوم المتابعة لمذهب أهل البيت عليهم السلام كلمة المؤلف 4
3 حصر المذاهب في الأئمة الأربعة كلمة المؤلف 5
4 في فضل علم الحديث كلمة المؤلف 6
5 تدوين الحديث في مذهب أهل البيت عليهم السلام كلمة المؤلف 7
6 مسند الامام وإسناد المؤلف إليه كلمة المؤلف 8
7 طرق المؤلف من العامة كلمة المؤلف 9
8 باب مولده وألقابه وأحوال أمه عليه السلام من حياة الإمام الرضا 10
9 باب إمامته وفرض طاعته عليه السلام من حياة الإمام الرضا 18
10 باب سيرته ومكارم أخلاقه عليه السلام من حياة الإمام الرضا 38
11 باب إشخاصه من المدينة إلى خراسان من حياة الإمام الرضا 50
12 باب ما وقع بينه وبين المأمون من حياة الإمام الرضا 64
13 باب شهادته ومدة عمره عليه السلام من حياة الإمام الرضا 124
14 باب أولاده وإخوانه وعشيرته وأصحابه من حياة الإمام الرضا 140
15 باب فضل زيارته عليه السلام من حياة الإمام الرضا 143
16 باب ما ظهر عند قبره من الكرامات من حياة الإمام الرضا 156
17 باب المدايح والمراثي من حياة الإمام الرضا 168
18 باب مزاره ومشهده من حياة الإمام الرضا 196
19 (كتاب العقل والعلم) باب العقل 3
20 باب العلم 4
21 (كتاب التوحيد) باب أول ما خلق الله 9
22 باب حدوث العالم 10
23 باب الأسماء ومعانيها 12
24 باب صفات الذات 15
25 باب الرؤية 20
26 باب نفى الجسم والمكان 21
27 باب البداء 29
28 باب العلم والقدرة 30
29 باب القضاء والقدر 32
30 باب الجبر والتفويض 35
31 باب جوامع التوحيد 37
32 (كتاب النبوة) باب ما جاء في الأنبياء عليهم السلام 48
33 باب ما جاء في آدم عليه السلام 51
34 باب ما جاء في نوح عليه السلام 54
35 باب ما جاء في إبراهيم عليه السلام 55
36 باب ما جاء في إسماعيل عليه السلام 59
37 باب ما جاء في يوسف عليه السلام 61
38 باب ما جاء في موسى عليه السلام 63
39 باب ما جاء في يوشع ودانيال 67
40 باب ما جاء في الخضر عليه السلام 69
41 باب ما جاء في سليمان عليه السلام 70
42 باب ما جاء في عيسى عليه السلام 74
43 باب ما جاء في رسول الله صلى الله عليه وآله 76
44 (كتاب الإمامة ومناقب الأئمة (ع)) باب الاحتياج إلى الحجة 88
45 باب الفرق بين الرسول والإمام 91
46 باب أن الأئمة امناء الله 91
47 باب تغسيل الإمام 92
48 باب ما عندهم من ودائع رسول الله 93
49 باب إمامتهم وفرض طاعتهم 95
50 باب ما جاء في علي عليه السلام 112
51 باب ما جاء في فاطمة عليها السلام 138
52 باب ما جاء في الحسن والحسين عليهما السلام 144
53 باب ما جاء في موسى بن جعفر 152
54 باب دلالات الرضا عليه السلام 155
55 باب ما جاء في أبي جعفر الجواد عليه السلام 208
56 باب ما جاء في المهدي عليه السلام 216
57 باب ما جاء في بني هاشم 229
58 باب نوادر ما ورد في الإمامة 233
59 باب نادر في أعلام الرضا عليه السلام 248
60 (كتاب الايمان والكفر) باب مراتب الايمان 257
61 باب الصمت والكتمان 264
62 باب صلة الأرحام 265
63 باب البر بالوالدين 267
64 باب الصبر والقناعة 268
65 باب حسن الظن 273
66 باب التواضع والحلم 273
67 باب أداء الأمانة 274
68 باب الرياء وحب الجاه 275
69 باب الذنوب 276
70 باب النوادر 280
71 (كتاب الآداب والمواعظ) باب جوامع الأخلاق 291
72 باب السخاء 295
73 باب حسن الخلق 296
74 باب شكر المنعم 298
75 باب التسليم 299
76 باب اتخاذ الاخوان 299
77 باب الضحك 300
78 باب العطاس 300
79 باب نادر 301
80 باب المواعظ 301
81 (كتاب تفسير القرآن) باب فضل القرآن 307
82 باب معنى بسم الله 310
83 سورة الفاتحة 311
84 سورة البقرة 314
85 سورة آل عمران 324
86 سورة النساء 325
87 سورة المائدة 327
88 سورة الأنعام 330
89 سورة الأعراف 334
90 سورة الأنفال 335
91 سورة التوبة 337
92 سورة يونس 340
93 سورة هود 342
94 سورة يوسف 345
95 سورة الرعد 348
96 سورة الحجر 349
97 سورة النحل 350
98 سورة الإسراء 352
99 سورة الكهف 353
100 سورة مريم 356
101 سورة الحج 357
102 سورة المؤمنون 357
103 سورة النور 357
104 سورة الفرقان 360
105 سورة النمل 363
106 سورة العنكبوت 364
107 سورة الروم 365
108 سورة الأحزاب 365
109 سورة الفاطر 366
110 سورة يس 367
111 سورة الصافات 367
112 سورة ص 368
113 سورة الزمر 368
114 سورة الشورى 369
115 سورة الزخرف 369
116 سورة الجاثية 371
117 سورة الأحقاف 371
118 سورة الذاريات 372
119 سورة ق و الطور 373
120 سورة الرحمن 374
121 سورة الواقعة 376
122 سورة الحشر 376
123 سورة الجمعة 377
124 سورة الطلاق 377
125 سورة الملك 378
126 سورة القلم 378
127 سورة الحاقة 378
128 سورة الجن 379
129 سورة القيامة 379
130 سورة الإنسان 379
131 سورة النبأ 380
132 سورة عبس 380
133 سورة المطففين 381
134 سورة الغاشية 382
135 سورة الفجر 382
136 سورة البلد 383
137 سورة الليل 383
138 سورة التين 384
139 سورة البينة 385
140 سورة التكاثر 385