فالانسان واحد في الاسم لا واحد في المعنى، والله جل جلاله واحد لا واحد غيره، لا اختلاف فيه ولا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان، فأما الإنسان المخلوق المصنوع المؤلف من أجزاء مختلفة وجواهر شتى غير أنه بالاجتماع شئ واحد، قلت: جعلت فداك فرجت عني فرج الله عنك فقولك: اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد، فاني أعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل، غير أني أحب أن تشرح لي ذلك.
فقال يا فتح إنما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف، ولعلمه بالشئ اللطيف وغير اللطيف، وفى الخلق اللطيف من الحيوان الصغار من البعوض والجرجس وما هو أصغر منهما ما لا تكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى والحدث المولود من القديم، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه مما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار وفهم بعضها عن بعض منطقها وما تفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياضا مع خضرة ومالا تكاد عيوننا تستبينه بتمام خلقها ولا تراه عيوننا ولا تلمسه أيدينا علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف في خلق ما سمينا بلا علاج ولا أداة ولا آلة، وإن كل صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شئ (1).
57 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن مختار بن محمد بن المختار الهمداني، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سئلته عن أدنى المعرفة، قال:، الإقرار بأنه لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له وإنه مثبت قديم، موجود غير فقيد وأنه ليس كمثله شئ (2) 58 - المفيد قال أخبرني الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي الطبري رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن عيسى، عن مروك بن عبيد الكوفي عن محمد بن زيد الطبري قال: سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام يتكلم