فقال: يا يونس ليس هكذا لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، يا يونس تعلم ما المشيئة؟ قلت: لا قال: هي الذكر الأول، فتعلم ما الإرادة؟ قلت: لا قال: هي العزيمة على ما يشاء فتعلم ما القدر؟ قلت: لا، قال هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء و الفناء قال: ثم قال: والقضاء هو الإبرام وإقامة العين قال: فاستأذنته أن اقبل رأسه و قلت: فتحت لي شيئا كنت عنه في غفلة (1) 50 - الصدوق، عن أبيه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال ذكر عنده الجبر والتفويض فقال: ألا أعطيكم في هذا أصلا لا تختلفون فيه ولا تخاصمون عليه أحدا إلا كسرتموه؟ قلنا: إن رأيت ذلك فقال: إن الله عز وجل لم يطع ولم يعص بغلبة ولم يهمل العباد في ملكه، هو المالك لما ملكهم والقادر على ما أقدرهم عليه. فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صادا ولا منها مانعا وان ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل وان لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه، ثم قال عليه السلام: من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه (2) 51 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدب - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام يقول: من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة ولا تقبلوا له شهادة، إن الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يحملها فوق طاقتها ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى. (3) 52 - عنه قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري عن بريد بن عمير بن معاوية الشامي قال: دخلت على علي بن موسى
(٣٦)