في التوحيد وغيره ويكلم الناس بما يعرفون ويكف عما ينكرون وإذا سئلوك عن التوحيد فقل كما قال الله عز وجل: (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) وإذا سئلوك عن الكيفية فقل كما قال الله عز وجل: (ليس كمثله شئ) وإذا سئلوك عن السمع فقل كما قال الله عز وجل: (هو السميع العليم) فكلم الناس بما يعرفون) (1) 55 - عنه قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ، قال حدثنا علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفراء، عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التوحيد نصف الدين واستزلوا الرزق بالصدقة. (2) 56 - عنه قال حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن عليه السلام قال سمعته يقول في الله عز وجل: هو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، منشئ الأشياء ومجسم الأجسام ومصور الصور لو كان كما يقولون لم يعرف الخالق من المخلوق ولا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه إذا كان لا يشبهه شئ ولا يشبه هو شيئا، قلت أجل جعلني الله فداك لكنك قلت: الأحد الصمد وقلت:
لا يشبه شيئا، والله واحد والإنسان واحد أليس قد تشابهت الوحدانية.
قال: يا فتح أحلت ثبتك الله تعالى إنما التشبيه في المعاني، فأما في الأسماء فهي واحدة وهي دلالة على المسمى وذلك أن الإنسان وإن قيل واحد فإنما يخبر أنه جثة واحدة، وليس بإثنين، فالإنسان نفسه وليست بواحدة، لأن أعضاءه مختلفة وألوانه مختلفة كثيرة غير واحدة وهو أجزاء مجزأة ليست بسواء دمه غير لحمه ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه، وشعره غير بشره، وسواده غير بياضه، وكذلك ساير جميع الخلق،