خلق الأشياء بالقدة فكأنك قد جعلت القدرة شيئا غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء وهذا شرك، وإذا قلت: خلق الأشياء بقدرة فإنما تصفه أنه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج إلى غيره (١).
٣٧ - عنه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أحمد بن الفضل بن المغيرة قال: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصفهاني قال حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا الحسين بن بشار، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون أو لا يعلم إلا ما يكون؟ فقال: إن الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء.
قال الله: عز وجل: ﴿إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون﴾ (٢) وقال لأهل النار:
ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) (٣) فقد علم الله عز وجل أنه لو ردهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لما قالوا: ﴿أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون﴾ (4) فلم يزل الله عز وجل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها، فتبارك ربنا تعالى علوا كبيرا، خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء، كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيرا (5).
38 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان، قال: قلت: لأبي الحسن الرضا عليه السلام: روينا أن الله علم لا جهل فيه، حياة لا موت فيه، نور لا ظلمة فيه، قال: كذلك هو. (6) 39 - عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال: حدثنا