مسند الإمام الرضا (ع) - الشيخ عزيز الله عطاردي - ج ١ - الصفحة ٢٥
وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته، وغرقت الأذهان في لجج أفلاك ملكوته مقتدر بالآلاء وممتنع بالكبرياء، ومتملك على الأشياء، فلا دهر يخلقه ولا وصف يحيط به قد خضعت له ثوابت الصعاب في محل تخوم قرارها، وأذعنت له رواصن الأسباب في منتهى شواهق أقطارها مستشهد بكلية الأجناس علي ربوبيته وبعجزها على قدرته وبفطورها على قدمته، وبزوالها على بقائه.
فلا لها محيص عن إدراكه إياها ولا خروج من إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع من قدرته عليها، كفى بإتقان الصنع لها آية، وبمركب الطبع عليها دلالة وبحدوث الفطر عليها قدمة وبأحكام الصنعة لها عبرة، فلا إليه حد منسوب، ولا له مثل مضروب، ولا شئ عنه محجوب تعالى عن الأمثال والصفات المخلوقة علوا كبيرا.
وأشهد أن لا إله إلا الله إيمانا بربوبيته وخلافا على من أنكره، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المقر في خير مستقرا المتناسخ من أكارم الأصلاب ومطهرات الأرحام، المخرج من أكرم المعادن محتدا وأفضل المنابت منبتا، من أمنع ذروة وأعز أرومة من الشجرة التي صاغ الله منها أنبياءه وانتخب منها أمناءه الطيبة العود، المعتدلة العمود، الباسقة الفروع، الناضرة الغصون، اليانعة الثمار، الكريمة الحشاء.
في كرم غرست وفي حرم أنبتت وفيه تشعبت وأثمرت وعزت وامتنعت فسمت به وشمخت حتى أكرمه الله عز وجل بالروح الأمين والنور المبين والكتاب المستبين، وسخر له البراق وصافحته الملائكة وأرعب به الأباليس وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه، سنته الرشد، وسيرته العدل، وحكمه الحق، صدع بما أمره ربه، وبلغ ما حمله، حتى أفصح بالتوحيد دعوته وأظهر في الخلق أن لا إله الا الله وحده لا شريك له حتى خلصت له الوحدانية ووصفت له الربوبية، وأظهر الله بالتوحيد حجته وأعلى بالإسلام درجته واختار الله عز وجل لنبيه ما عنده من الروح والدرجة والوسيلة صلى الله عليه وآله وسلم عدد ما صلى على أنبيائه المرسلين وآله الطاهرين. (1)

(1) التوحية: 69 عيون الأخبار 1 - 121.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة كلمة المؤلف 3
2 لزوم المتابعة لمذهب أهل البيت عليهم السلام كلمة المؤلف 4
3 حصر المذاهب في الأئمة الأربعة كلمة المؤلف 5
4 في فضل علم الحديث كلمة المؤلف 6
5 تدوين الحديث في مذهب أهل البيت عليهم السلام كلمة المؤلف 7
6 مسند الامام وإسناد المؤلف إليه كلمة المؤلف 8
7 طرق المؤلف من العامة كلمة المؤلف 9
8 باب مولده وألقابه وأحوال أمه عليه السلام من حياة الإمام الرضا 10
9 باب إمامته وفرض طاعته عليه السلام من حياة الإمام الرضا 18
10 باب سيرته ومكارم أخلاقه عليه السلام من حياة الإمام الرضا 38
11 باب إشخاصه من المدينة إلى خراسان من حياة الإمام الرضا 50
12 باب ما وقع بينه وبين المأمون من حياة الإمام الرضا 64
13 باب شهادته ومدة عمره عليه السلام من حياة الإمام الرضا 124
14 باب أولاده وإخوانه وعشيرته وأصحابه من حياة الإمام الرضا 140
15 باب فضل زيارته عليه السلام من حياة الإمام الرضا 143
16 باب ما ظهر عند قبره من الكرامات من حياة الإمام الرضا 156
17 باب المدايح والمراثي من حياة الإمام الرضا 168
18 باب مزاره ومشهده من حياة الإمام الرضا 196
19 (كتاب العقل والعلم) باب العقل 3
20 باب العلم 4
21 (كتاب التوحيد) باب أول ما خلق الله 9
22 باب حدوث العالم 10
23 باب الأسماء ومعانيها 12
24 باب صفات الذات 15
25 باب الرؤية 20
26 باب نفى الجسم والمكان 21
27 باب البداء 29
28 باب العلم والقدرة 30
29 باب القضاء والقدر 32
30 باب الجبر والتفويض 35
31 باب جوامع التوحيد 37
32 (كتاب النبوة) باب ما جاء في الأنبياء عليهم السلام 48
33 باب ما جاء في آدم عليه السلام 51
34 باب ما جاء في نوح عليه السلام 54
35 باب ما جاء في إبراهيم عليه السلام 55
36 باب ما جاء في إسماعيل عليه السلام 59
37 باب ما جاء في يوسف عليه السلام 61
38 باب ما جاء في موسى عليه السلام 63
39 باب ما جاء في يوشع ودانيال 67
40 باب ما جاء في الخضر عليه السلام 69
41 باب ما جاء في سليمان عليه السلام 70
42 باب ما جاء في عيسى عليه السلام 74
43 باب ما جاء في رسول الله صلى الله عليه وآله 76
44 (كتاب الإمامة ومناقب الأئمة (ع)) باب الاحتياج إلى الحجة 88
45 باب الفرق بين الرسول والإمام 91
46 باب أن الأئمة امناء الله 91
47 باب تغسيل الإمام 92
48 باب ما عندهم من ودائع رسول الله 93
49 باب إمامتهم وفرض طاعتهم 95
50 باب ما جاء في علي عليه السلام 112
51 باب ما جاء في فاطمة عليها السلام 138
52 باب ما جاء في الحسن والحسين عليهما السلام 144
53 باب ما جاء في موسى بن جعفر 152
54 باب دلالات الرضا عليه السلام 155
55 باب ما جاء في أبي جعفر الجواد عليه السلام 208
56 باب ما جاء في المهدي عليه السلام 216
57 باب ما جاء في بني هاشم 229
58 باب نوادر ما ورد في الإمامة 233
59 باب نادر في أعلام الرضا عليه السلام 248
60 (كتاب الايمان والكفر) باب مراتب الايمان 257
61 باب الصمت والكتمان 264
62 باب صلة الأرحام 265
63 باب البر بالوالدين 267
64 باب الصبر والقناعة 268
65 باب حسن الظن 273
66 باب التواضع والحلم 273
67 باب أداء الأمانة 274
68 باب الرياء وحب الجاه 275
69 باب الذنوب 276
70 باب النوادر 280
71 (كتاب الآداب والمواعظ) باب جوامع الأخلاق 291
72 باب السخاء 295
73 باب حسن الخلق 296
74 باب شكر المنعم 298
75 باب التسليم 299
76 باب اتخاذ الاخوان 299
77 باب الضحك 300
78 باب العطاس 300
79 باب نادر 301
80 باب المواعظ 301
81 (كتاب تفسير القرآن) باب فضل القرآن 307
82 باب معنى بسم الله 310
83 سورة الفاتحة 311
84 سورة البقرة 314
85 سورة آل عمران 324
86 سورة النساء 325
87 سورة المائدة 327
88 سورة الأنعام 330
89 سورة الأعراف 334
90 سورة الأنفال 335
91 سورة التوبة 337
92 سورة يونس 340
93 سورة هود 342
94 سورة يوسف 345
95 سورة الرعد 348
96 سورة الحجر 349
97 سورة النحل 350
98 سورة الإسراء 352
99 سورة الكهف 353
100 سورة مريم 356
101 سورة الحج 357
102 سورة المؤمنون 357
103 سورة النور 357
104 سورة الفرقان 360
105 سورة النمل 363
106 سورة العنكبوت 364
107 سورة الروم 365
108 سورة الأحزاب 365
109 سورة الفاطر 366
110 سورة يس 367
111 سورة الصافات 367
112 سورة ص 368
113 سورة الزمر 368
114 سورة الشورى 369
115 سورة الزخرف 369
116 سورة الجاثية 371
117 سورة الأحقاف 371
118 سورة الذاريات 372
119 سورة ق و الطور 373
120 سورة الرحمن 374
121 سورة الواقعة 376
122 سورة الحشر 376
123 سورة الجمعة 377
124 سورة الطلاق 377
125 سورة الملك 378
126 سورة القلم 378
127 سورة الحاقة 378
128 سورة الجن 379
129 سورة القيامة 379
130 سورة الإنسان 379
131 سورة النبأ 380
132 سورة عبس 380
133 سورة المطففين 381
134 سورة الغاشية 382
135 سورة الفجر 382
136 سورة البلد 383
137 سورة الليل 383
138 سورة التين 384
139 سورة البينة 385
140 سورة التكاثر 385