فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون ويلك هذا أمير المؤمنين فسمعت سمانة تقول اسكت لا أم لك ليس هذا يوم التميز والمحابات ولا يوم إنزال الناس على طبقاتهم فلو كان هذا أمير المؤمنين لما سلط ذكور الفجار على فروج الأبكار وطرد المأمون وجنوده أسوء طرد بعد إذلال واستخفاف شديد (1).
عنه، قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن - عبد الله الوراق وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله - عنهم، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن سنان. قال: كنت عند مولاي الرضا عليه السلام بخراسان وكان المأمون يقعده على يمينه إذا قعد للناس يوم الاثنين ويوم الخميس.
فرفع إلى المأمون أن رجلا من الصوفية سرق، فأمر بإحضاره، فلما نظر إليه وجده متقشفا بين عينيه أثر السجود، فقال له: سوأة سوأة لهذه الآثار الجميلة ولهذا الفعل القبيح انتسبت إلى السرقة مع ما أري من جميل آثارك وظاهرك؟! قال: فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس والفئ فقال المأمون: أي حق لك في الخمس والفئ قال: إن الله تعالى قسم الخمس ستة أقسام، وقال الله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن الله خمسة والرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان).
وقسم الفئ على ستة أقسام فقال الله تعالى: (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القرى واليتامى والمساكين وابن السبيل كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم) قال الصوفي: فمنعتني حقي وأنا ابن السبيل منقطع بي ومسكين لا أرجع على شئ وحملة القرآن.