ربه أن يهبط عليه ملك الموت فسأله وقال: أخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة فقال: بل متفرقة روحا وروحا قال: فمر بك روح يوسف قال: لا فعد ذلك علم إنه حي ولذا قال لولده اذهبوا فتجسسوا عن يوسف وأخيه هذا حاله في فقد ولد واحد وهو يعلم إنه حي فيكف بمن نظر إلى ولده وهو مقطع بالسيف والرماح:
هذه المصائب لا ما كان في قدم * لآل يعقوب من حزن ومن كرب أنى يضاحي ابن طه أو يماثله * في الحزن يعقوب في بدء وفي عقب أن حدبت ظهره الأحزان أو ذهبت * عيناه في دمعه والرأس أن يشب فان يوسف في الاحياء كان سوى * أن الفراق دهى أحشاه بالوصب هذا ويحضره من ولده فئة * وأنه لنبي كان وابن نبي فكيف حال ابن بنت الوحي حين رأى * شبيه أحمد في خلق وفي خطب مقطعا جسمه بالبيض منفلقا * بضربة رأسه ملقى على الكثب وقال الآخر:
يعقوب قد أوتى له * بقميص يوسف بالدما من كيد أخوته افترى أسفي على من جاء يوسفه رأى * من فيض منحره عبيطا قد جرى مقدمة (في علل الشرائع) سئل الصادق (ع) عن قول يعقوب: إني لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون، كيف وجد ريح يوسف من مسيرة عشرة أيام قال (ع): أتدري ما قميص يوسف؟ قلت لا، قال (ع): إن إبراهيم لما القي في النار أتاه جبرئيل بثوب من ثياب الجنة وألبسه إياه فلم يضره معه ريح ولا برد ولا حر فلما حضر إبراهيم الموت جعله في عوذة وعلقه على ابنه إسحاق وعلق إسحاق على يعقوب فلما ولد ليعقوب يوسف علقه عليه فكان في عضده حتى كان من أمره ما كان، فلما أخرج يوسف القميص من العوذة ليرسل إلى يعقوب وجد يعقوب ريح القميص لأنه كان من الجنة ولذلك قال: إني لاجد الآية، قال الراوي: جعلت فداك فإلى من صار القميص قال: إلى أهله وكل نبي ورث علما وغيره فقد انتهى إلى محمد (ص) وإلى أهله.