وأوصى بنا ميتا.
ما أشبه وصية هذا العبد الصالح بوصية مسلم بن عوسجة لحبيب بن مظاهر في نصرة الحسين (ع) كما قال الشاعر:
نصروه احياء وعند مماتهم * يوصي بنصرته الشفيق شفيقا أوصى ابن عوسجة حبيبا قائلا * قاتل دونه حتى الحمام تذوقا المجلس العشرون قال الله عز من قائل في كتابه الكريم: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون).
قال ابن أبي الحديد: روى ابن عباس إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن اخوانكم لما أصيبوا بأحد جعلت أرواحهم في أجواف طير خضر ترد انهار الجنة فتأكل من ثمارها تأوى إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مطعمهم ومشربهم ورأوا حسن منقلبهم قالوا ليت إخواننا يعلمون مما أكرمنا الله وبما نحن فيه لئلا يزهدوا في الجهاد ويكلوا عند الحرب، فقال الله تعالى لهم أنا ابلغهم عنكم فأنزل الله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا) الآية.
وكان المقتولون في أحد سبعين سيدهم وأفضلهم وأكرمهم عند الله حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وهو معروف بهذا اللقب في السماوات كما قال رسول الله (ص) اتاني جبرئيل فأخبرني إن حمزة مكتوب في أهل السماوات السبع حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وكان النبي (ص) يفتخر به ويقول خير أعمامي حمزة وخير إخواني علي بن أبي طالب، وقال في مرض موته لفاطمة عليها السلام وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك قالت يا رسول الله هو سيد الشهداء الذين قتلوا معه قال لا بل سيد الشهداء الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء ويحشر حمزة يوم القيامة وهو راكب على ناقة رسول الله العضباء كما قال (ص) أنا على البراق وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وهو مدفون بأحد وقبره معروف وكانوا