ذا الفقار يخبرك فهزه وقال أليس قد غسلتك الطاهرة من دم الرجس النجس فانطق الله تعالى السيف فقال: بلى ولكنك ما قتلت بي أبغض إلى الملائكة من عمرو بن عبد ود فأمرني ربي فشربت هذه النقطة من دمه لما قتل علي بن أبي طالب عمرو بن عبد ود نعى إلى أخته عمرة فقالت: من ذا الذي اجترأ عليه؟ فقالوا: علي بن أبي طالب (ع) فقالت:
كانت منيته على يد كفو كريم ما سمعت بأفخر من هذا يا بني عامر فأنشأت تقول:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله * لكنت أبكي عليه آخر الأبد لكن قاتله من لا يعاب به * من كان يدعى أبوه بيضة البلد ما قتله إلا كفو كريم ومن كرمه وعلو مقامه إنه قتله، وما سلبه ولما جلس على صدر عمرو قال: يا علي قد جلست مني مجلسا عظيما فإذا قتلتني فلا تسلبني حلتي قال (ع): هي أهون علي من ذلك فقتله وما سلبه، ومن ذلك ما بكت عليه أخته لما نظرت إليه فرأته على حاله في حلته وبردته ودرعه.
هلموا لنبكي على ذلك القتيل الذي وقفت عليه أخته الحوراء زينب فرأته مجرد عن أثوابه حتى عن ذلك الثوب العتيق الذي اخذه ولبسه تحت أثوابه.
فمذ رأت زينب جسم الحسين على البوغا * خضيبا بدم النحر واللمم عار اللباس قطيع الرأس منخمد * الأنفاس في جندل كالجمر مضطرم المجلس الثاني والعشرون (غزوة خيبر) كم له باختراع حرب نكات * وبإذلال غلبها ملكات وله باصطيادهم شبكات * وله يوم خيبر فتكات كبرت منظر على من رآها عزمات عن دركها الوهم يخطي * وعقول الأنام فيه يخبط إن يوما أو هي منى كل رهط * يوم قال النبي لأعطي رايتي ليثها وحامي حماها