من أجلي - وبسمعي ما يشكون من حبي أقل ما أعطيهم ثلاثا: الأول اقذف من نوري في قلوبهم فيخبرون عني كما أخبر عنهم، والثاني لو كانت السماوات والأرضون عن حواريثهم لاستقللها لهم، والثالث أقبل بوجهي عليهم افترى من أقبلت عليه بوجهي أيعلم أحد ما أريد أن أعطيه، وهؤلاء هم المتقون الذين وصفهم أمير المؤمنين (ع) بقوله أما الليل فصافون اقدامهم، ولهذا كان أولياء الله يسهرون لياليهم في العبادة والمناجاة وتلاوة القرآن.
قيل لعلي بن الحسين (ع): ما أقل ولد أبيك؟ فقال: العجب كيف ولدت له وقد كان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة، لما بلغ قتله أهل مكة صعد ابن الزبير المنبر وخطب: وقال: أما والله لقد كان الحسين (ع) صواما بالنهار وقواما بالليل، والله ما كان يستبدل بالقرآن الغناء، ولا بالبكاء من خشية الله الخداء، ولا بالصيام شرب الخمور، ولا بقيام الليل الزمور، ولا بمجالس الذكر الركض في طلب الصيود واللعب بالقرود، أشار بهذا كلها إلى خصال يزيد لعنه الله، بأبي وأمي قال ليلة العاشر من المحرم لأخيه العباس: أخي فان استطعت، الخ.
مقدمة (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة * يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا) ولا يخفى أن أفضل أهل الجنان هم الشهداء لأنهم بذلوا مهجهم في سبيل الله وهي أعز الأشياء فجزاءهم من الله أحسن الجزاء. قال رسول الله (ص): فوق كل بر بر حتى يقتل في سبيل الله فليس فوقه بر، وما من قطرة أحب إلى الله من قطرة دم في سبيل الله، وللشهيد سبع خصال من الله: أول قطرة من دمه مغفور له كل ذنب، والثانية: يقع رأسه في حجر زوجته من الحور العين وتمسحان الغبار عن وجهه وتقولان له: مرحبا بك وهو يقول: مثل ذلك لهما، والثالث:
يكسى من كسوة الجنة، والرابعة: تبدره خزنة الجنة بكل ريح طيبة أيهم يأخذه معه والخامس: أن يرى منزله في الجنة، كما أن أصحاب الحسين (ع) رأوا منازلهم حين أراهم الامام، والسادسة: يقال لروحه اسرحي في الجنة حيث شئت، والسابعة: أن ينظر في وجه الله تعالى وأنها لراحة لكل نبي وشهيد. وقال: الشهداء على نمارق النور بباب الجنة