ولا يرى من يفزع إليه ويستغيث به.
قال (ع): أبكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري انظر مرة عن يميني، وأخرى عن شمالي إذا الخلائق في شأن غير شأني (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة ذلة) اما الوجوه التي هي ضاحكة مستبشرة فلعمري هي وجوه الباكين على الحسين (ع) كما قال رسول الله (ص): كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين (ع) فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة. وقال الصادق (ع): ما من عبد يحشر يوم القيامة إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي فإنه يحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه والسرور على وجهه. والخلق في فزع وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حداث، الحسين تحت العرش، وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب (تبكيك عيني لا لأجل مثوبة الخ.
المجلس الأربعون اتيت القبور فناديتها * فأين المعظم والمحتقر وأين المدل بسلطانه * وأين المزكى إذا ما افتخر فنوديت من جانب والاسى * وأشجان قلب له قد ظهر تفانوا جميعا فما مخبر * وماتوا جميعا ومات الخبر تروح وتغدوا بنات الثرى * فتمحوا محاسن تلك الصور فيا سائلي عن أناس مضوا * اما لك فيما ترى معتبر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
ومما يظهر من الاخبار والآثار إن أرواح المؤمنين إذا خرجت من أبدانهم فيصعد بهم إلى السماء ثم يؤتى بهم، ويسكنون في روضات الجنان ويأتلفون فيما بينهم كما لهم ايتلاف في عالم الذر، ويزور بعضهم بعضا، ويجلسون فيما بينهم ويتحدثون. كما في (جامع الأخبار).