الجنان من نور ضحكهما ونزلت هل أتى فيهم إلى قوله تعالى: وكان سعيكم مشكورا صاموا ثلاثة أيام متواليات ولم يذوقوا إلا الماء وآثروا المسكين واليتيم والأسير على أنفسهم واشتد بهم الجوع ولا سيما الحسن والحسين إذ هما صغيران ولا يتحملان نظر إليهما رسول الله وهما يرتعشان كالفراخ فبكى وقال: شد ما يسوئني ما أرى بكم يعني لا أطيق أن أراكم وأنتم بهذه الحالة. أقول: يعز على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو نظرت عيناه إلى أيتام أبي عبد الله ونسائه وبناته في تلك الخربة كانوا يصبحون جياعا، ويمسون جياعا. قال زين العابدين (ع) لمنهال: يا منهال، منذ قتل أبي، نساؤنا ما شبعت بطونهن الخ.
المجلس السادس عشر في أمالي الصدوق (ره) ان أمير المؤمنين (ع) دخل مكة في بعض حوائجه، فوجد أعرابيا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: يا صاحب البيت، البيت بيتك والضيف ضيفك ولكل ضيف من ضيفه قرى فاجعل قراي منك الليلة المغفرة، فقال أمير المؤمنين (ع): لأصحابه أما تسمعون كلام الاعرابي قالوا: نعم: قال الله أكرم من أن يرد ضيفه قال، فلما كان اللية الثانية وجده متعلقا بذلك الركن وهو يقول:
يا عزيزا في عزك فلا أعزك أعزني بعز عزك في عز لا يعلم أحد كيف هو أتوجه إليك وأتوسل إليك بحق محمد وآل محمد عليك اعطني ما لا يعطيني أحد غيرك واصرف عني ما لا يصرفه أحد غيرك قال: فقال أمير المؤمنين لأصحابه: هذا والله الاسم الأكبر بالسريانية أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سأله الجنة فأعطاه وسأله صرف النار وقد صرفها عنه قال: فلما كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلق بذلك الركن وهو يقول: يا من لا يحويه مكان بلا كيفية كان أرزق الاعرابي أربعة آلاف درهم قال: فتقدم إليه أمير المؤمنين (ع) فقال: يا اعرابي سألت ربك القرى فقراك وسألته الجنة، فأعطاك، وسألته أن يصرف عنك النار وقد صرفها عنك، وفي هذه الليلة تسأله أربعة آلاف درهم، قال الاعرابي أنت والله بغيتي، وبك أنزلت حاجتي