لان الحسين عليه السلام قد قتل.
فمر النبي (ص) ببعض بيوتات الأنصار، فسمع بكاء النوائح على قتلاهن فترقرقت عينا رسول الله (ص) وبكى ثم قال: لك حمزة لا بواكي له اليوم فلما سمعها سعد بن معاذ قال: لا تبكين امرأة حميمها حتى تأتي فاطمة فتسعدها في البكاء على حمزة فاجتمعن النساء عند فاطمة وهن يسعدنها في البكاء على حمزة ومن أسعد فاطمة في البكاء على الحسين أسعدها الف نبي، والف صديق، والف شهيد، والف الف من الكروبيين، وهم يسعدونها في البكاء على الحسين (ع). ولما لم يكن لحمزة نوائح ناحت عليه نساء المهاجرين والحسين كانت له نوائح لكن إن دمعت من إحداهن عين قرع رأسها بالرمح.
المجلس الحادي والعشرون (غزوة الخندق) يا بن عم النبي كم وقفات * لك دون الهدى تشيب الرضيعا كنت فيها تسقي الأعادي كؤوس * الحفت في مرهف يشق الدروعا أنت سيف الله الذي البس الشرك * شباه خزيا وافنى الجموعا لك ذلت رعبا طغاة قريش * فتركت الرفيع منها وضيعا ومن مواقفه (ع) يوم الخندق الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ضربة على يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين، وذلك إن قريشا قد تجمعت وقائدها أبو سفيان بن حرب وان غطفان قد تجمعت وقائدها عيينة بن حصين واتفقوا مع بني النضير من اليهود على قصد النبي (ص) وحصار المدينة، فاخذ النبي (ص) بحراسة المدينة في عمل الخندق عليها فاقبلوا كالجراد المنتشر حتى قص الله قصتهم إذ جاؤكم من فوقكم، ومن أسفل منكم فخرج رسول الله في ثلاثة آلاف ووافقت اليهود المشركين على رسول الله، واشتد الامر على المسلمين كما قال الله تعالى: (وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا) وطمع المشركون بسبب كثرتهم فركبت فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود كان من مشاهيرهم