المجلس السادس والعشرون (في غزوة حنين) قال الله عز من قائل: (ولقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحب ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله والمؤمنين جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا ذلك جزاء الكافرين) ونزلت هذه الآيات يوم حنين.
(في البحار) كان سبب غزوة حنين إنه: لما خرج رسول الله إلى فتح مكة دخلها ظهرا إنه يريد هوازن فتهيأوا واجمعوا الجموع والسلاح واجتمع رؤساء هوزان إلى مالك ابن عوف النضري فرأسوه عليهم وخرجوا وساقوا معهم أموالهم ونسائهم وذراريهم ليجعل كل رجل أهله وعياله وأولاده وماله وراء ظهره فيكون أشد لحربه، ومروا حتى نزلوا بأوطاس (أوطاس: موضع على ثلاث مراحل من مكة وهي واد بديار هوازن) وكان من شأنهم ما كان، وكان رسول الله (ص) بمكة وبلغ رسول الله اجتماع هوازن بأوطاس فجمع القبائل ورغبهم في الجهاد، ووعدهم النصر وان الله قد وعده ان يغنمه أموالهم ونسائهم وذراريهم فرغب الناس وخرجوا على راياتهم، وعقد اللواء الأكبر ودفعه لأمير المؤمنين (ع) وكل من دخل مكة براية أمره إن يحملها، وخرج في اثني عشر الف رجل عشرة آلاف ممن كانوا معه وألفان من مكة ونواحيها، فمضوا حتى كانوا من القوم على مسيرة بعض ليلة وقال مالك بن عوف لقومه: ليصير كل رجل منكم أهله وماله خلف ظهره واكسروا جفون سيوفكم، واكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشجر، فإذا كان غبش الصبح فاحملوا حملة رجل واحد وهدوا القوم فان محمدا لم يلق أحدا يحسن الحرب.
وأما المسلمون: فلما نظروا إلى كثرتهم وجماعته - أي كثرة المسلمين - قالوا لن نغلب اليوم الغلبة والظفر والنصر لنا، ومن اجل ذلك انهزموا بعد ساعة وكان الامر في ذلك بخلاف ما ظنوه لأنهم انكسروا وفروا بسبب اعجابهم، وقيل: إن