فإن تكن آل إسرائيل قد حملت * كريم يحيى على طشت من الذهب فال سفيان يوم الطف قد حملوا * رأس ابن فاطمة فوق القنا السلب وهل حملن ليحيى في السبا حرم * كزينب ويتاماها على القتب ولان يحيى شبيه بالحسين (ع) كان الحسين يذكر يحيى وشهادته، كما قال علي بن الحسين (ع): ما نزل أبي منزلا ولا ارتحل منها إلا وذكر قصة يحيى وقال: من هو أن الدنيا الخ وقال (ع) لابن عمر عند خروجه من مكة: أما علمت أن من هوان الدنيا، الخ.
مقدمة قال ذو النون المصري: دخلت المقبرة فرأيت امرأة شابة جالسة وبين يديها قبور أربعة وهي تنشد هذه الأبيات:
صبرت وكان الصبر خير مطية * وهل جزع مني مجدي فاجزع صبرت على ما لو تحمل بعضه * جبال برضوي أصبحت بتصدع فسالت دموع العين ثم رددتها * إلى ناظري والعين في القلب تدمع فقلت ما الذي نزل بك وما شأنك؟ قالت: أعجب شأن أصبحت ولي بنون ثلاثة ولي زوج عطوف وأمسيت وقد فارقتهم جميعا أفنتهم أيدي الزمان قلت: وكيف ذلك؟
قالت: إن بعلي قام إلى شاة لنا في البيت فذبحها، وكان لي ابنان صغيران جعلا ينظران إلى ما فعل أبوهما فلما خرج أبوهما قال أحدهما للاخر: هلم يا أخي حتى أذبحك كما ذبح أبوك هذه الشاة فقال نعم قام إليه وأخذ السكين وذبحه، وأنا كنت مشغولا ببعض الأمور فلما أتيت إذا به يخور في دمه، ويتمرغ فيه فصحت به ويلك ما صنعت بأخيك ذبحته أف لك فارتعد واضطرب وخاف وهرب إلى الصحراء، فدخل أبوهما ووقف على الامر ثم خرج إلى الصحراء يطلب ابنه وإذا هو بذئب قد وثب على الغلام ومزقه وتناول لحمه وبقي بعض أعضائه فحمله أبوه ليدفعه، فبينما هو يسير أصابه عطش شديد وقد اشتد حزنه على ولديه فسقط ومات، فبينما أنا باكية حزينة على ولدي المذبوح إذا أخبرت وأنبأت بموت زوجي وولدي الاخر، فخرجت لاتبين الخبر وإذا هو كما قالوا، ولما رجعت إلى الدار إذا بولد آخر لي وهو طفل صغير قد اقبل إلى القدر وهو على النار فوقع في القدر ونضج ومات، وهذه قبورهم وأنا أصبر على ذلك لأني أعلم أن الصبر احجى