فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: (يا أيتها النفس المطمئنة - إلى محمد وأهل بيته - إرجعي إلى ربك راضية مرضية - بالولاية - مرضية - بالثواب - فأدخلي في عبادي - يعني محمد وأهل بيته وادخلي جنتي) فما من شئ أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي.
قال الصادق (ع): اقرأوا سورة (والفجر) في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين بن علي (ع) وارغبوا فيها رحمكم الله تعالى، فقال له أبو أسامة: وكان حضر المجلس وكيف صارت هذه السورة للحسين (ع) خاصة؟ قال (ع): ألا تسمع إلى قوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة) إنما يعني - الحسين بن علي - فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية وأصحابه من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم هم الراضون من الله يوم القيامة وهو راض عنهم وهذه السورة للحسين (ع) وشيعته وشيعة آل محمد (ص) خاصة من أدمن قراءة (والفجر) كان مع الحسين بن علي (ع) في درجته في الجنة إن الله عزيز حكيم.
أقول: وكل من بكى على الحسين (ع) أو حزن لأجله كان أيضا معه، كما قال الرضا (ع): يا بن شبيب، إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فأحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله تعالى معه يوم القيامة، يا بن شبيب، إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (ص) فالعن قتلة الحسين (ع)، يا بن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين (ع)، يا بن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن أستشهد مع الحسين (ع) فقل متى ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما.
المجلس الرابع والأربعون قيل لحاتم الأصم: على م بنيت أمرك؟ قال: على أربع خصال، علمت إن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت بذلك نفسي، وعلمت إن عملي لا يعمله أحد غيري فأنا مشغول به، وعلمت إن اجلي لا بد وان يأتي فأنا أبادره، وعلمت اني لا أغيب عن عين الله فأنا منه مستحي. ترى الانسان يستحي من الناس ويستر عنهم قبائحه، ولا يستحي