الله عز وجل فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده؟ قال: إنه آمن عند رؤية اليأس وهو غير مقبول وذلك حكم الله تعالى في السلف والخلف، قال في كتابه: (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا) وقال عز وجل: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانهم لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) وهكذا كان إيمان فرعون لما أدركه الغرق قال: آمنت إنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين فقيل: (الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد قد لبسه على بدنه فلما أغرق ألقاه الله على ساحل البحر ليكون عبرة للناس فيرونه مع ثقله بالحديد على مرتفع من الأرض، وسبيل الثقيل ان يرسب في الماء ولا يرتفع فكان ذلك آية وعلامة.
ولعلة أخرى أغرق الله عز وجل فرعون وهو إنه استغاث بموسى لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى ما أغثت فرعون لأنك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته، نعم سبقت رحمته غضبه وهو الرؤف بعباده خلقهم ليكرمهم لا ليعذبهم. أوحى الله إلى داود قل لعبادي: لم أخلقكم لأربح عليكم ولكن لتربحوا علي وأن الله ليعجب من يأس العبد من رحمته، وقنوطه من عفوه مع عظيم سعة رحمته قال رسول الله (ص): يقول الله عز وجل اخرجوا من النار من كان في قلبه مقدار حبة من خردل إيمانا ثم يقول: وعزتي وجلالي لا اجعل من آمن بي ساعة من ليل ونهار مع من لم يؤمن بي إلهنا وسيدنا فقد آمنا بك طول عمرنا، وحاشاك أن تجاورنا مع من لم يؤمن بك طرفة عين، وكان طول عمره مد من على الفجور وشرب الخمور وهو مع ذلك يدعى إنه خليفة المسلمين يجلس على سرير الملك وبين يديه رأس ابن بنت رسول الله (ص).
مقدمة لما خرج محمد بن جعفر الصادق عليه السلام بالمدينة بعث الرشيد الجلوذي لدفعه وأمره أن ظفر بمحمد بن جعفر أن يضرب عنقه وأن يفتر على دور آل أبي طالب وبني هاشم ويسلب بناتهم ولا يدع على واحدة منهن ثوبا واحدا، ففعل الجلوذي ذلك إلى أن أتى على باب دار أبي الحسن الرضا (ع) فهجم على داره مع خيله، فلما نظر إليه