من قول إلا لديه رقيب عتيد) ولقد تكلم نوح النبي بكلمة فتندم من ذلك وناح عليه أربعين صباحا، وذلك مر بكل كريه المنظر فقال نوح: ما أقبح هذا الكلب فتكلم الكلب وقال بلسان طلق، ان كنت لا ترضى بخلق الله فخولني يا نبي الله فتحير نوح واقبل يلوم نفسه وناح لذلك أربعين صباحا حتى تاب الله عليه ولذا قال أمير المؤمنين " ع " ما شئ أحق بطول الحبس من اللسان: ومن اجل ذلك حجب الله اللسان بأربع مصاريع لكثرة ضرره الشفتان مصراعان، والأسنان مصراعان، ومع هذا انظر إلى فعله وحذر نفسك من شروره.
ومن وصايا أمير المؤمنين " ع " لابن الحنفية: واعلم يا بنى: ان اللسان كلب عقور، ان أرسلتها عقرك، ورب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك، فتنة اللسان أشد ضربا من فتنة السيوف، ضرب اللسان أشد من ضرب السنان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصايد ألسنتهم فينبغي للانسان ان يختار أحد الامرين: اما التكلم بخير وصلاح أو السكوت بغير ذكر الله.
كان الربيع بن خيثم من الزهاد الثمانية وهو المشهور: بخواجه ربيع، دفن قريبا من خراسان مكث عشرين سنة لا يتكلم ولزم السكوت وبعد عشرين سنة تكلم بكلمة ثم سكت إلى أن مات وذلك لما بلغه لما بلغه الخبر بأن أهل الكوفة قتلوا حسينا قال: أو قد فعلوها وقال لبعض من شهد قتل الحسين " ع ": جئتم بها معلقيها - يعنى الرؤس - اما والله لقد قتلتم صفوة لو أدركهم رسول الله (ص) لقبل أفواههم وأجلسهم في حجره، وهكذا كان يفعل به رسول الله (ص) وعبيد الله ما صنع بمقبل رسول الله (ص) الخ.
مقدمة قال علي بن الحسين " ع ": ان في القائم (عج) سنة من أبينا آدم، وسنة من نوح، وسنة من إبراهيم، وسنة من موسى: وسنة من عيسى، وسنة من أيوب وسنة من محمد (ص)، فاما من آدم ونوح: فطول العمر يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهر الله بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، واما من إبراهيم فخفاء الولادة