النبي (ص) إلي وتبسم ضاحكا حتى بدت نواجذه، قال علي (ع): اضحك الله سنك وبشرك بيومك، فقال: يا أبا الحسن إنك تطلب الاعرابي الذي باعك الناقة لتوفيه الثمن؟ فقلت إي والله فداك أبي وأمي، فقال: يا أبا الحسن الذي باعك الناقة جبرئيل والذي اشتراها ميكائيل، والناقة من نوق الجنة والدراهم من عند رب العالمين عز وجل فأنفقها في خير ولا تخف إقتارا.
أقول: قول جبرئيل عن الله تبارك وتعالى لرسول الله (ص) قل لفاطمة: ليس لك أن تضربي على يديه يعني ليس لك أن تعترضي على ولينا، ولا لك إن تأخذي بطرف ثوبه، ولا لك أن تشتكي منه بل كوني صابرة شاكرة له راضية مطيعة لامره لأنه الصديق الأكبر والولي الأعظم الذي بيمنه رزق الورى، وبوجوده ثبتت الأرض والسماء.
(في البحار) أوحى الله تبارك وتعالى إلى رسوله (ص) قل لفاطمة لا تعصي عليا فإنه إن غضب غضبت لغضبه، قسما بالله ما عصته فاطمة، ولا خالفته ولا خانته بل وكانت تعظمه وتجلله وتؤثره على نفسها وعلى أولادها وتختار رضاه على رضا نفسها وإذا نادته بالكنية أو باللقب تارة تقول: يا أبا الحسن وأخرى يا بن عمي أو يا بن عم رسول الله هذا هو شأنها طول حياتها ولا تلام من يوم دخلت على أمير المؤمنين (ع) ونادت: يا بن أبي طالب، اشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل، هذا ابن أبي الخ لان ذلك اليوم يوم عظيم ولا يخفي على البصير عظم ذلك اليوم.
المجلس السابع عشر ومن غزوات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة بدر، وكان سبب ذلك إن عيرا لقريش خرجت إلى الشام فيها خزائنهم فأمر النبي (ص) أصحابه بالخروج ليأخذوها فأخبرهم إن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين، إما العير أو قريشا فخرج (ص) في ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا حتى قارب بدرا، وكان أبو سفيان في العير، فلما بلغه بأن