فأنزل الله على نبيه (ص) (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى أن يعلم الله في قلوبكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم) ثم أمر رسول الله (ص) بعمه العباس فشد وحبس مع من حبس من قريش فلما جن الليل ونام الناس بقي النبي (ص) ساهرا وما نامت عيناه، وكان يتقلب من التعب والمشقة وقد نامت العيون؟ فقال (ص): كيف أنام واستقر وانا اسمع أنين عمي العباس في الحبل ونشيجه، فقاموا وركضوا إلى العباس وأخبروه بكرب رسول الله وغمه فيه وبشروه بخلاصة وحلوا منه ما عليه من الحبال فلما سكت نام رسول الله (ص).
أقول: يعز على رسول الله لو نظرت إلى عيناه إلى ولده السجاد وقد صفدوه في الحديد ووضعوا الجامعة في عنقه وقيدوا رجليه من تحت بطن الناقة: ليت شعري فما حاله لو يسمع أنينه ويرى بكاؤه وهو يقول:
أقاد ذليلا في دمشق كأنني * من الزنج عبد غاب عنه نصير وجدي رسول الله في كل مشهد * وشيخي أمير المؤمنين أمير فيا ليت أمي لم تلدني لو أكن * يزيدا يراني في البلاد أسير المجلس التاسع عشر (غزوة أحد) قال الله تعالى: (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم) في الصافي، عن الصادق (ع) قال: سبب نزول هذه الآية إن قريشا لما رجعت عن بدر إلى مكة، وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والأسر، لأنه قتل منهم سبعون.
قال أبو سفيان: يا معشر قريش، لا تدعوا نسائكم يبكين على قتلاكم فان الدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والعداوة لمحمد ثم تهيأ والحرب رسول الله صلى الله عليه وآله وخرجوا من مكة في ثلاثة آلاف فارس والفي راجل، واخرجوا معهم النساء فلما بلغ رسول الله ذلك جميع أصحابه وحثهم على الجهاد، فقال عبد الله بن أبي: يا رسول الله