ردوه بعد تكلف ومشقة * ومقابل بعضهم لبعض ارددوا (في بحار الأنوار) فتح الحصون وقتل من اليهود حتى فزعوا واخذ ما كان في الحصون من الأموال، وسبى منهم نساء ورجالا منهم: صفية بنت حي بن اخطب لما جئ بها إلى رسول الله (ص) وكانت أحسن الناس وجها فرأى في وجهها شجة فقال (ص): ما هذه الشجة وأنت ابنة الملوك فقالت: إن عليا (ع) لما قدم إلى باب الحصن وهز الباب فاهتز الحصن وسقط من كان عليه من النظار وارتجف السرير فسقطت لوجهي فشجني جانب السرير فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا صفية إن عليا عظيم عند الله تعالى وفي خبر رأى (ص) في خذها اثر اللطم فسألها عن ذلك؟ فقالت: مر بي هذا الحبشي على جسد أخي فلما نظرت إليه ورأيته قتيلا لطمت بيدي فغضب النبي (ص) وقال:
يا بلال ما أقسى قلبك أتمر بالمرأة على المقتول من أقاربها، وهل تطيق أخت أن تنظر إلى أخيها وهو مضرج بالدم.
أقول: يا ليت عيني رسول الله (ص) نظرتا إلى الحوراء زينب حين مروا بها على أخيها الحسين عليه السلام الخ.
المجلس الثالث والعشرون (غزوة ذات السلاسل) قال أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام: إن الوفاء توأم الصدق، ولا اعلم جنة أوفى منه، ولا يغدر من علم كيف المرجع، ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة، ما لهم قاتلهم الله قد يرى الحول القلب وجه الحليلة ودونه مانع من أمر الله تعالى ونهبه فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا جريحة له في الدين التوأم الذي يوم مع الاخر في حمل واحد، فهما - اي الصدق والوفاء - توأمان قرينان في المنشأ بحيث لا يسبق أحدهما إلى الاخر في الوجود والمنزلة، وكلاهما حافظان للانسان، فأحدهما بمنزلة السلاح التي تنجي الانسان نفسه من شر عدوه وهو الصدق كما ورد النجاة في الصدق، والاخر