المجلس الخامس والعشرون (في المجلد السادس من البحار) لما أراد النبي (ص) فتح مكة سأل الله جل اسمه إن يعمي اخباره على قريش ليدخلها بغتة، وبنى أمره على السر، فكتب حاطب بن أبي تلعة إلى أهل مكة يخبرهم بعزم رسول الله (ص) على فتحها، وكان سبب ذلك إن حاطب بن أبي تلعة كان قد أسلم وهاجر إلى المدينة، وكانت عياله بمكة وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله فساروا إلى عيال حاطب وسألوهم ان يكتبوا إلى حاطب يسألوه عن خبر محمد، وهل يريد ان يغزو مكة؟ فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك فكتب إليهم حاطب إن رسول الله (ص) يريد ذلك، وأعطى الكتاب امرأة سوداء وردت المدينة تستميح بها الناس وتستبرهم، وجعل لها جعلا على أن توصله إلى قوم سماهم لها من أهل مكة، وأمرها إن تأخذ على غير الطريق فنزل الوحي على رسول الله (ص) بذلك فاستدعى أمير المؤمنين (ع) وقال له: إن بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة كتاب يخبرهم فيه بخبرنا وقد كنت سألت الله عز وجل إن يعمي اخبارنا عليهم والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك وألحقها وانتزع الكتاب منها وخلها وسر به إلي.
ثم استدعى الزبير بن العوام فقال له: امض إلى علي بن أبي طالب في هذا الوجه فمضيا واخذا على غير الطريق فأدركا المرأة فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرته وحلفت إنه لا شئ معها فبكت فقال الزبير: ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله (ص) لنخبره ببراءة ساحتها فقال له أمير المؤمنين (ع): يخبرنا رسول الله إن معها كتابا ويأمرني بأخذه منها وتقول أنت انه لا كتاب معها ثم اخترط السيف وتقدم إليها فقال: اما والله لان لم تخرجين الكتاب لأكشفنك ثم لأضربن عنقك، فقالت له: إذا كان لابد من ذلك فاعرض يا بن أبي طالب بوجهك عني فاعرض بوجهه فكشفت قناعها وأخرجت الكتاب من عقيصتها فأخذه أمير المؤمنين (ع) وسار به إلى النبي (ص) فأمر أن ينادي بالصلاة جامعة، فنودي في