خلص يده من يدها فقال الأمير: يا أبا عبد الله ألا نعاقبه بما صنع؟ قال (ع) لا.
أقول: يا ليت ما دعى الحسين (ع) وما خلصه حتى قطعت يد الرجل لأنه قيل إن الرجل هو الجمال الذي قطع يد الحسين (ع) ليلة الحادي عشر، الخ.
مقدمة عن كتاب (درر المطالب) أن عليا (ع) اجتاز على امرأة مسكينة لها أطفال صغار يبكون من شدة الجوع وهي تشاغلهم وتلهيهم حتى ناموا فكانت أوقدت نارا تحت قدر فيه ماء لا غير، وأوهمتهم أن فيه ما تطبخه لهم فعرف أمير المؤمنين (ع) حالها فمشى ومعه قنبر إلى منزله فاخرج قوصرة تمر وجراب دقيق، وشيئا من الشحم والأرز والخبز فحمله على كتفه الشريف فطلب قنبر حمله فلم يرض: ولم يفعل.
فلما وصل إلى باب دار المرأة استأذن عليها فأذنت بالدخول فرمى شيئا من الأرز في القدر ومعه شيئا من الشحم فلما فرغ ونضج غرف منه للصغار، وأمرهم أن يأكلوا فلما شبعوا قام عنهم وأخذ يطوف بالبيت ويبعبع لهم فأخذوا بالضحك فلما خرج قال له قنبر: يا مولاي رأيت اليوم منك شيئا عجيبا قد علمت سببه وهو حملك الزاد طلبا للثواب أما طوافك على يديك ورجليك والبعبعة فلا أدري سبب ذلك قال: يا قنبر إني دخلت على هؤلاء الأطفال يبكون من شدة الجوع فأحببت أن أخرج عنهم وهم يضحكون مع الشبع، هذا حال علي (ع) مع الأرامل والأيتام فهل من الانصاف أن يصبح عترة أمير المؤمنين (ع) جوعا وعطاشا في ذل الأسر، ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
مقدمة بكى يعقوب على يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن واحدودب ظهره وأقبل يرثيه ليلا ونهارا ويقول: حبيبي يوسف الذي كنت أوثره على نفسي وعلى جميع أولادي فاختلس مني حبيبي يوسف الذي كنت أرجوه من بين أولادي، فاختلس مني حبيبي يوسف الذي كنت أوسده بيميني، وأدثره بشمالي، فاختلس مني حبيبي يوسف الذي كنت أونس به وحدتي، فاختلس مني حبيبي يوسف ليت شعري في أي الجبال طرحوك أم في أي البحار أغرقوك، حبيبي يوسف ليتني كنت معك فيصيبني الذي أصابك فسأل