سوى نفر كانوا يؤذون النبي (ص) بمكة، ونفر كانوا يغنون بهجاء رسول الله (ص):
اقتلوهم وان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة، وكانت أم هاني بنت أبي طالب قد آوت أناسا من بني مخزوم وفيهم من أباح النبي (ص) دمه فبلغ ذلك أمير المؤمنين (ع) فقصد دارها مقنعا بالحديد ونادى: اخرجوا من آويتم، فجعلوا يزرقون كما تزرق الحبارى خوفا منه فخرجت إليه أم هاني وهي لا تعرفه فقالت: يا عبد الله أنا أم هاني بنت عم رسول الله وأخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري، فقال علي (ع): أخرجوهم فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله فنزع علي المغفر عن رأسه فعرفته وقالت: أتدخل على بيتي وتهتك حرمتي، وتقتل بعلي ولا تستحي مني بعد ثمان سنين، واخذت بيد أمير المؤمنين (ع) اخذا شديدا حتى انهزم جميع من آوتهم، وفيهم هبيرة بن أبي وهب بعلها فقال علي (ع): يا أختاه إن رسول الله (ص) قد أباح دمهم ولا بد من إن اقتلهم فقالت حلفت لأشكونك إلى رسول الله (ص) فقال لها: فاذهبي وأبري قسمك فإنه بأعلى الوادي، فجاءت أم هاني إلى رسول الله (ص) وهو في خيمته بأعلى مكة قالت بأبي أنت وأمي أترى ما لقيت من علي اليوم فحكت القصة فقال علي (ع) يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا لقد قبضت على يدي وفيها السيف فما استطعت إن أخلصها إلا بالشدة فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال لو ولد أبو طالب الناس كلهم لكانوا شجعانا انا قد أجرنا من أجارت أم هاني وامنا من آمنت فلا سبيل لك عليهم وهرب هبية بن أبي وهب بعل أم هاني إلى نجران وأقام بها حتى مات بها مشركا ولها من هبيرة أربعة من الذكور هاني وجعدة وعمر ويوسف وأسلمت أم هاني وهاجرت إلى المدينة.
وكفى في فضلها ما قال رسول الله (ص) لما بين فضائل الحسن والحسين عليهما السلام ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة فهما الحسنان عمهما جعفر الطيار وعمتها فاخته أم هاني بنت أبي طالب بخير وبقيت أم هاني إلى أن عزم الحسين (ع) على الخروج من المدينة أقبلت إليه فلما رآها الحسين (ع) قال أما هذه عمتي أم هاني قيل بلى قال يا عمة ما الذي جاء بك وأنت على هذه الحالة قالت وكيف لا أتي وقد بلغني إن كفيل الأرامل ذاهب عني الخ.
ثم إن رسول الله (ص): اغتسل ولبس درعه ومغفرة وخرج شاكي السلاح وركب