راحلته، وعن يمينه أبو بكر بن أبي قحافة وعن يساره أسيد بن حضير، واخذ بزمام ناقته محمد بن مسلمة وقصد مسجد الحرام وهو يتلو (انا فتحنا لك فتحا مبينا) والمسلمون حوله حتى دخل المسجد ورفع صوته بالتكبير وكبر المسلمون وارتفعت أصواتهم حتى علت البراري والقفار والجبال والآكام، ثم دخل الكعبة وهم بتخريب الأصنام وكانت ثلاثمائة وستين صنما فجعل يطعنها بمخصرة في يده ويقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق وما يبدي الباطل وما يعيد، فجعلت تكب لوجهها وبقيت أصنام على جدران البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا الحسن اجلس حتى اصعد على منكبك قال علي (ع) فجلست فصعد (ص) وقال: اصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به فرأى مني ضعفا فنزل، وجلس نبي الله وقال: اصعد على منكبي، فصعدت على منكبه فنهض بي وقال: فإنه يخيل لي لو شئت لنلت بأفق السماء حتى صعدت إلى البيت وعليه تمثال أصفر من نحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه قال رسول الله (ص): اقذف به فقذفت به فتكسر كما تكسر القوارير، يقول أبو نؤاس:
قيل لي: قل لعلي مدحا * ذكره يخمد نارا موصده قلت: لا أقدم في مدح امرء * حار ذو اللب إلى أن عبده والنبي المصطفى قال لنا * ليلة المعراج لما صعده وضع الله على ظهري يدا * فأحس القلب إن قد برده وعلي واضع أقدامه * في محل وضع الله يده بأبي وأمي من تلك الاقدام ما أكرمها على الله وضعهما على منكب رسول الله (ص) ومشى بهما إلى الحروب وقام عليهما يقاتل قتال المستميت، وقام صافا بتلك الاقدام بين يدي ربه ويصلي الف ركعة، ومشى بتلك الاقدام على أبواب الفقراء والمساكين والأيتام، والأسف كل الأسف إن تلك الاقدام قد احمرتا ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان من السم.