كلام مخلوق أي مكذوب، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا﴾ (١) أي كذبا، وقال تعالى حكاية عن منكري التوحيد: ﴿ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق﴾ (2) أي افتعال وكذب، فمن زعم أن القرآن مخلوق بمعنى أنه مكذوب فقد كفر، ومن قال: إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى محدث وغير منزل وغير محفوظ فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب، وقد أجمع أهل الاسلام على أن القرآن كلام الله عز وجل على الحقيقة دون المجاز 1)، وأن من قال غير ذلك فقد قال منكرا من القول وزورا، ووجدنا القرآن مفصلا وموصلا وبعضه غير بعض وبعضه قبل بعض كالناسخ الذي يتأخر عن المنسوخ، فلو لم يكن ما هذه صفته حادثا بطلت الدلالة على حدوث المحدثات
____________________
وأما السنة، فقوله صلى الله عليه وآله: يا علي حربك حربي. وقوله: علي مع الحق والحق مع علي. ونحو ذلك. ولما وقع الحكم منهما على خلاف ما في الكتاب والسنة كان باطلا. والخوارج بعد أن رضوا بالتحكيم وكتب كتاب الصلح انقلبت آراؤهم إلى قتال أهل الشام وأصروا عليه، وقالوا: انا كفرنا لما قلنا بالتحكيم، والآن رجعنا إلى الدين، فكن أنت مثلنا، ولو أجابهم عليه السلام إلى هذا لفسد عليه أكثر أصحابه.
1) فيه رد على الأشاعرة، فإنهم لما قالوا بأن كلامه تعالى حقيقة هو الكلام
1) فيه رد على الأشاعرة، فإنهم لما قالوا بأن كلامه تعالى حقيقة هو الكلام