نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج ١ - الصفحة ٥٠٠
والأمثال والحدود والزوال والانتقال ومعاني الخلق من الطول والعرض والأقطار والثقل والخفة، والرقة والغلظة، والدخول والخروج، والملازقة والمباينة، والرائحة والطعم، واللون والمجسة، والخشونة واللين، والحرارة والبرودة، والحركة والسكون، والاجتماع والافتراق، والتمكن في مكان دون مكان، لان جميع ذلك محدث مخلوق وعاجز ضعيف من جميع الجهات، دليل على محدث أحدثه وصانع صنعه، قادر قوي طاهر من معانيها لا يشبه شيئا منها، لأنها دلت من جميع جهاتها على صانع صنعها ومحدث أحدثها وأوجبت على جميع ما غاب عنها من أشباهها وأمثالها أن يكون دالة على صانع صنعها، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
(العدل) العدل معناه الحكم بالعدل والحق، وسمي به توسعا لأنه مصدر والمراد به العادل، والعدل من الناس المرضي قوله وفعله وحكمه.
(العفو) العفو اسم مشتق من العفو على وزن فعول، والعفو: المحو، يقال: عفا الشئ إذا امتحي وذهب ودرس، وعفوته أنا إذا محوته، ومنه قوله عز وجل ﴿عفا الله عنك لم أذنت لهم﴾ (1) أي محا الله عنك إذنك لهم 1).
(الغفور) الغفور اسم مشتق من المغفر، وهو الغافر الغفار، وأصله في اللغة التغطية والستر، تقول: غفرت الشئ إذا غطيته، ويقال: هذا
____________________
1) إشارة إلى قوله تعالى: (عفا الله عنك لم أذنت لهم) يعني: عفا الله سبحانه عن فعلك ما الأولى تركه، وهو اذنك للمنافقين في التأخر عن غزوة تبوك، حيث جاؤوا معتذرين إليك في عدم امكان الخروج إلى الغزو، وقد كانوا كاذبين في ذلك الاعتذار.

(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»
الفهرست