بكواكب مخصوصة تنحدر في منتصف ما بين الغروب وطلوع الفجر، مع أنه ظاهر أنه أمر تقريبي إذ تعيين كواكب مخصوصة كل ليلة لا يتيسر لأكثر الخلق مع أن الانحدار لا يتبين لهم إلا بعد مضى زمان من التجاوز عن دائرة نصف النهار، وفي مثل ذلك لا يؤثر التقدم والتأخر بقدر نصف ساعة أو ثلثيها أو أكثر من ذلك بقليل.
ويمكن أن يكون هذا التحديد لاستعلام أول صلاة الليل، بل هو الظاهر وروعي في ذلك الاحتياط لحصول الجزم، أو الظن القوي بانتصاف الليل، ولا يحصل شئ منهما قبل الانحدار إلا لمن كانت له آلة يستعلم الوقت بها كالإسطرلاب وأمثاله، وتحصيل أمثالها متعسر على غالب الناس.
ويمكن أن يقال: الخبر يدل على مطلوبنا بهذا الوجه، بل يمكن أن يدعى ذلك بوجه آخر وهو أن أكثر الكواكب لا تظهر للابصار إلا بعد مضي زمان من غروب الشمس فإذا حملت على الكواكب التي كانت عند ظهورها على الأفق فهي تصل إلى دائرة نصف النهار بعد مضى كثير من انتصاف الليل، ولو حملت على أن يقدر أنها كانت عند الغروب على الأفق، فهذا مما لا يهتدي إليه أكثر العوام بل الخواص أيضا، فلابد من حملها على ما كانت ترى في البلدان في بدو ظهورها فوق الأبنية والجدران، والظاهر في أمثالها أنها تصل إلى دائرة نصف النهار قبل انتصاف الليل المعهود عندهم، فعلى هذا يمكن حمله على أن الغرض بيان آخر وقت العشائين أيضا.
وأما التشبيه الوارد في الخبرين فلا يلزم أن يكون تشبيها في جميع الأمور وعلى التحقيق والتدقيق، حتى يلزم أن يكون المعتبر فيه الوسط بين الغروب و الطلوع، بل يمكن أن يكون التشبيه للانتصاف العرفي أو لوصول أمثال تلك الكواكب التي ذكرنا إلى دائرة نصف النهار، أو لكونه مبدءا لوقت صلاة معينة وغير ذلك من جهات التشبيه.
فظهر أنه ليس في هاتين الروايتين أيضا دلالة على مطلوبهم، لا سيما مع