فيمكثون بذلك مقدار خمسين عاما قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: فثم قول الله تعالى " فلا تسمع إلا همسا " (1) قال: ثم ينادي مناد من تلقاء العرش أين النبي الأمي قال: فيقول الناس: قد أسمعت فسم باسمه، قال: فينادي: أين نبي الرحمة محمد بن عبد الله الأمي؟ قال: فيقدم رسول الله أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى الحوض طوله ما بين أبلة إلى صنعاء فيقف عليه ثم ينادي بصاحبكم فيتقدم أمام الناس فيقف معه، ثم يؤذن للناس ويمرون.
قال أبو جعفر عليه السلام: فبين وارد يومئذ وبين مصروف عنه من محبينا فإذا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك بكا وقال يا رب شيعة علي أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا عن الحوض، قال: فيقول له الملك: إن الله يقول لك قد وهبتهم لك يا محمد وصفحت لك عن ذنوبهم، وألحقتهم بك وبمن كانوا يقولون، وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم على حوضك، فقال أبو جعفر عليه السلام: فكم من باك يومئذ وباكية ينادي يا محمداه إذا رأوا ذلك قال: فلا يبقى أحد يومئذ كان محبنا ويتولانا ويتبرأ من عدونا ويبغضهم إلا كان في حيزنا (2) وورد حوضنا (3).
109 - تفسير فرات بن إبراهيم: عن الحسين بن سعيد معنعنا، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها فتأتي فاطمة عليها السلام ابنتي عليها ريطتان (4) خضراوان حواليها سبعون ألف حوراء فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما والحسين نائما مقطوع الرأس فتقول للحسن: من هذا؟ فيقول: هذا أخي إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه فيأتيها النداء من عند الله يا بنت حبيب الله إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك أني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه إني جعلت تعزية اليوم أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك