38 - ومنه: عن ميسر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا ميسر ألا أخبرك بشيعتنا؟ قلت: بلى جعلت فداك قال: إنهم حصون حصينة وصدور أمينة وأحلام رزينة ليسوا بالمذاييع البذر، ولا بالجفاة المرائين، رهبان بالليل، أسد بالنهار (1).
والبذر: القوم الذين لا يكتمون الكلام.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أصحاب علي عليه السلام كانوا المنظور إليهم في القبائل وكانوا أصحاب الودايع مرضيين عند الناس سهار الليل، مصابيح النهار (2).
39 - الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مهزم وبعض أصحابنا، عن محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق الكاهلي، وأبي علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن ربيع بن محمد جميعا، عن مهزم الأسدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه، ولا يمتدح بنا معلنا، ولا يجالس لنا عائبا، ولا يخاصم لنا قاليا إن لقي مؤمنا أكرمه، وإن لقي جاهلا هجره.
قلت: جعلت فداك فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة؟ قال: فيهم التمييز وفيهم التبديل، وفيهم التمحيص تأتي عليهم سنون تفنيهم، وطاعون يقتلهم، و اختلاف يبددهم، شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل عدونا وإن مات جوعا، قلت: جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء؟ قال: في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم، المنتقلة ديارهم، إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، ومن الموت لا يجزعون، وفي القبور يتزاورون، وإن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموه، لن تختلف قلوبهم، وإن اختلفت بهم الدار، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المدينة وعلي الباب، وكذب من زعم أنه يدخل المدينة لا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا عليه السلام (3).