بصفات خاصة لا توجد في غيره، وأن الإمامة لا تكون باختيار الأمة، صرح ذلك بتأويل قوله تعالى: " ما كان لكم أن تنبتوا شجرها " (1) بأن المراد بالشجر الامام كما ورد في قوله تعالى " ومثل شجرة طيبة " (2) أن المراد بها شجرة النبوة والإمامة، وبانباتها نصبة إماما بهوى أنفسهم، وكأنه إشارة إلى أنه إذا لم يكن لهم القدرة والاختيار في إنبات شجرة خلقها الله لمصلحة دينه من الأمور الدنيوية كيف يفوض إليهم ويمكنهم من نصب الإمام الذي هو مناط نظام العالم، وعلة خلقه و بقائه، وبه تناط مصالح الدين والدنيا. قوله " ومن زعم " يدل على أن القول بعدم كفر المخالف كفر أو قريب منه، وفي الخبر فوائد جليلة ستعرف تفصيلها فيما سيأتي وتنتفع بها بعد التأمل فيها في حل الاخبار الآتية.
32 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن سنان، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي - عبد الله عليه السلام، قال: لو أن العباد وصفوا الحق وعملوا به، ولم يعقد قلوبهم على أنه الحق ما انتفعوا (3).
33 - المحاسن: عن هارون بن الجهم، عن الحسين بن ثوير، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إني جئتك أبايعك على الاسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أبايعك على أن تقتل أباك، قال:
نعم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إنا والله لا نأمركم بقتل آبائكم، ولكن الان علمت منك حقيقة الايمان، وأنك لن تتخذ من دون الله وليجة، أطيعوا آباءكم فيما أمروكم، ولا تطيعوهم في معاصي الله (4).
بيان: في النهاية وليجة الرجل بطانته ودخلاؤه وخاصته.
34 - المحاسن: عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن مدرك بن عبد الرحمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الاسلام عريان فلباسه الحياء، وزينته