عليه السلام عشية ذلك اليوم، وشهد جنازته ونحن معه.
قال الراوي عن نوف: فصرت إلى الربيع بن خثيم فذكرت له ما حدثني نوف، فبكى الربيع حتى كادت نفسه أن تفيض، وقال: صدق أخي، لاجرم أن موعظة أمير المؤمنين وكلامه ذلك مني بمرءى ومسمع، وما ذكرت ما كان من همام ابن عبادة يومئذ وأنا في بلهنية إلا كدرها، ولا شدة إلا فرجها.
بيان: قد مر هذا الخبر بروايات عديدة في باب صفات المؤمن (1) وشرحناها هناك، ونوضح هيهنا ما يختص بهذه الرواية " نوف " بفتح النون وسكون الواو وقال الجوهري: نوف البكالي كان حاجب علي رضوان الله عليه، قال تغلب: هو منسوب إلى بكالة قبيلة انتهى، وقيل: هو بالكسر منسوب إلى بكالة قرية باليمن، و سيأتي الكلام فيه إنشاء الله تعالى " فاستتبعت " أي جعلتهما تابعين لي في المضي إليه وفي النسخ هنا الربيع بن خثيم بتقديم المثناة على المثلثة، وفي كتب اللغة و الرجال بالعكس مصغرا وهو أحد الزهاد الثمانية، ورأيت بعض الطعون فيه وهو المدفون بالمشهد المقدس الرضوي صلوات الله على مشرفه، وقال الجوهري:
البرنس قلنسوة طويلة، وكان النساك يلبسونها في صدر الاسلام، أي كان من الزهاد والعباد المشهورين بذلك، وفي المصباح أفضيت إلى الشئ وصلت إليه.
" مبدنين " بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة أي سمانا ملحمين كما هو هيئة المترفين بالنعم في القاموس البادن والبدين والمبدن كمعظم الجسيم، وفي أساس اللغة بدنت لما بدنت أي سمنت لما أسننت، يقال: بدن الرجل وبدن بدنا وبدانة فهو بدين وبادن، وبادنني فلان وبدنته أي كنت أبدن، ورجل مبدان مبطان سمين ضخم وفي القاموس أفاضوا في الحديث اندفعوا، وحديث مفاض فيه وقال: الأحدوثة ما يتحدث به، وقال: فكههم بملح الكلام تفكيها أطرفهم بها، و هو فكه وفاكه طيب النفس ضحوك، أو يحدث صحبه فيضحكهم، وفاكهه مازحه وتفكه تندم، وبه تمتع، وقال: لها لهوا لعب كالتهى وألهاه ذلك ولهى عنه غفل