المجادلة إن كان ظهور الحق لكم فلا حاجة لكم إلى ذلك، فان حقيتكم أظهر من ذلك، فإنكم أخذتم دينكم عن الله بالآيات المحكمات، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله بالاخبار المتواترة من الجانبين، وعن علي عليه السلام المقبول من الطرفين، وهم أخذوا من الاخبار الموضوعة المنمية إلى النواصب والمعاندين، والشبهات الواهية التي يظهر بأدنى تأمل بطلانها، ولا سواء مأخذكم ومأخذهم، ووكر الطائر عشه.
15 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق قوما للحق فإذا مر بهم الباب من الحق قبلته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه، وإذا مر بهم الباطل أنكرته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه، وخلق قوما لغير ذلك، فإذا مر بهم الباب من الحق أنكرته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه، وإذا مر بهم الباب من الباطل قبلته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه (1).
بيان: " خلق قوما للحق " كأن اللام للعاقبة، أي عالما بأنهم يختارون الحق أو يختارون خلافه " وإن كانوا لا يعرفونه " قيل هذا مبني على أنه قد يحكم الانسان بأمر ويذعن به، وهو مبني على مقدمة مر كوزة في نفسه لا يعلم بها أو بابتناء إذعانه عليها، والغرض من ذكره في هذا الباب أن السعي لا مدخل له كثيرا في الهداية وإنما هو لتحصيل الثواب فلا ينبغي فعله في موضع التقية لعدم ترتب الثواب عليه.
16 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الحميد بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور، فأضاء لها سمعه وقلبه، حتى يكون أحرص على ما في أيديكم منكم وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء فأظلم لها سمعه وقلبه، ثم تلا هذه الآية " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء " (2).