وباتوا ليلتهم تلك، فنزل نجم (من السماء) (1) حتى صار في ذروة جدار أمير المؤمنين - عليه السلام - متعلقا، يضئ في سائر المدينة حتى دخل ضياؤه في البيوتات، وفي الابار و [في] (2) المغارات، وفي مواضع الظلم من منازل الناس. فذعر أهل المدينة ذعرا شديدا، وخرجوا وهم لا يعلمون ذلك النجم على دار من نزل، ولا أين [هو] (3) متعلق، إلا أنهم يعلمون إنه على [بعض] (4) منازل رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وسمع رسول الله - صلى الله عليه وآله - ضجيج الناس، فخرج إلى المسجد وصاح بأناس: ما الذي أرعبكم وأخافكم، هذا النجم النازل على دار علي بن أبي طالب؟ فقالوا: نعم يا رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
قال: أفلا تقولون لمنافقيكم التسعة الذين اجتمعوا [في] (5) أمسكم في دار صهيب الرومي، فقالوا (في و) (6) في أخي (علي) (7) ما قالوه، وقالوا (8): ليت محمدا يأتينا بآية من السماء، كما أتانا به في نفسه من شق القمر وغيره. فأنزل الله عز وجل هذا النجم (معلقا) (9) على مشربة أمير المؤمنين علي - عليه السلام -.
وكان أمير المؤمنين - عليه السلام - معه في المسجد (ولم يزل النجم كذلك) (10) إلى أن غاب كل نجم في السماء، فصلى رسول الله - صلى الله عليه