الأصبغ: وصى رجل ودفع إلى الوصي عشرة آلاف درهم وقال: إذا أدرك ابني فاعطه ما أحببت منها، فلما أدرك استعدى عليه أمير المؤمنين قال له: كم تحب ان تعطيه؟ قال: ألف درهم، قال: اعطه تسعة آلاف درهم فهي التي أحببت وخذ الألف.
وقضى عليه السلام في ثلاثة نفر اشتركوا في بعير فأخذه أحد الثلاثة فعقله وشد يديه جميعا ومضى في حاجة فجاء الرجلان فخليا يدا واحدة وتركا واحدة وتشاغلا عنه فقام البعير ويمشي على ثلاثة قوائم فتردى في بئر فانكسر البعير فادركوا زكاته فنحروه ثم باعوا لحمه فأتاهم الرجل فقال: لم حللتموه حتى أجئ وأحفظه أو يحفظه أحدكما فقضى على شريكيه الثلث من أجل انه كان قد أوثق حقه وعقل البعير فخلياه فنظروا في ثمن لحم البعير فإذا هو ثلث الثمن بقدر ما كان للرجل الثلث فأخذه كله بحقه وخرج الرجلان صفرا فذهب حظه بحظهما.
وروي ان امرأة تشبهت لرجل بجاريته واضطجعت على فراشه ليلا فوطأها فأمر أمير المؤمنين بإقامة الحد على الرجل سرا وعلى المرأة جهرا.
أبو عبيد في غريب الحديث ان امرأة جاءته فذكرت ان زوجها يأتي جاريتها فقال عليه السلام: ان كنت صادقة رجمناه وان كنت كاذبة جلدناك، فقالت: ردوني إلى أهلي غيري نغرة معناه ان جوفها يغلي من الغيظ والغيرة.
وروي ان ابن مسعود قال فيمن غشى جارية امرأته لا حد عليه، فقال عليه السلام:
أبا عبد الرحمن إنما كان هذا قبل ان تنزل الحدود.
شهد اثنان على رجل بالسرقة انه سرق درعا فجعل الرجل يناشده لما نظر في البينة وجعل يقول: لو كان رسول الله ما قطع يدي ابدا، قال: ولم؟ قال: يخبره ربه اني برئ، فدعا عليه السلام للشاهدين وقال لهما: اتقيا الله ولا تقطعا يد الرجل ظلما وناشدهما ثم قال: ليقطع أحدهما يده ويمسك أحدهما يده، فلما تقدما إلى المسطبة ليقطعوه اضطربوا الناس حتى اختلطوا فلما اختلطوا أرسلا الرجل في غمار الناس وفرا حين اختلط الناس فأخبروا أمير المؤمنين فقال: من يدلني على الشاهدين انكلهما.
وحكم عليه السلام في وصية بجزء من مال انه السبع من قوله تعالى: (لكل باب منهم جزء مقسوم).
وفي وصية بسهم انه الثمن من قوله: (إنما الصدقات). وفي قول واحد:
أعتق عني كل عبد قديم في ملكي، ان يعتق ما في ملكه ستة اشهر من قوله تعالى: