فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: بلى كان لهم كتاب ولكنه رفع وذلك أن ملكا لهم سكر فوقع على ابنته أو قال على أخته فلما أفاق قال: كيف الخروج منها؟ قيل:
تجمع أهل مملكتك فتخبرهم انك ترى ذلك حلالا وتأمرهم ان يحلوه، فجمعهم وأخبرهم ان يتابعوه فأبوا ان يتابعوه فخد لهم خدودا في الأرض وأوقد فيها النار وعرضهم عليها فمن أبى قبول ذلك قذفه في النار ومن أجاب خلى سبيله.
وروى جابر بن يزيد وعمر بن أوس وابن مسعود واللفظ له: ان عمر قال:
لا أدري ما اصنع بالمجوس أين عبد الله بن عباس؟ قالوا: ها هو ذا، فجاء فقال: ما سمعت عليا يقول في المجوس فان كنت لم تسمعه فاسأله عن ذلك، فمضى ابن عباس إلى علي فسأله عن ذلك فقال " أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) ثم أفتاه.
واتي إليه بامرأة تزوج بها شيخ فلما ان واقعها مات على بطنها فجاءت بولد فأذاعوا بنوه انها فجرت فأمر برجمها فرآها أمير المؤمنين عليه السلام فقال: هل تعلمون أي يوم تزوجها وفي أي يوم واقعها وكيف كان جماعه لها؟ قالوا: لا، قال: ردوا المرأة، فلما إن كان من الغد بعث إليها فجاءت ومعها ولدها ثم دعا أمير المؤمنين بصبيان أتراب فقال لهم: العبوا، حيت إذا ألهاهم اللعب صاح بهم أمير المؤمنين فقام الصبيان وقام الغلام فاتكا على راحتيه فدعا به أمير المؤمنين وورثه من أبيه وجلد اخوته المفترين حدا حدا وقال: عرفت ضعف الشيخ باتكاء الغلام على راحتيه حين أراد القيام.
أربعين الخطيب: ان امرأة شهد عليها الشهود انهم وجدوها في بعض مياه العرب مع رجل يطأها ليس ببعل لها، فأمر عمر برجمها فقالت: اللهم أنت تعلم اني برية، فغضب عمر وقال: وتجرحي الشهود أيضا! فأمر أمير المؤمنين عليه السلام ان يسألوها فقالت: كان لأهلي إبل فخرجت في إبل أهلي وحملت معي ماء ولم يكن في إبلي لبن وخرج معي خليط وكان في إبله لبن فنفذ مائي فاستسقيته فأبى ان يسقيني حتى أمكنه من نفسي فأبيت فلما كادت نفسي تخرج أمكنته من نفسي، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: الله أكبر فمن اضطر في مخمصة غير متجانف فلا إثم عليه.
قال ابن الأصفهاني في كلمته:
لا يهتدون لما اهتدى الهادي له * مما به الحكمان يشتبهان في رجم جارية زنت مضطرة * خوف الممات بعلة العطشان