ثلثي الدية وغرم الثالث لأهل الرابع الدية كاملة.
ابن مهدي في نزهة الابصار والزمخشري في المستقصي عن ابن سيرين وشريح القاضي ان أمير المؤمنين رأى شابا يبكي فسأل عليه السلام عنه فقال: ان أبي سافر مع هؤلاء فلم يرجع حين رجعوا وكان ذا مال عظيم فرفعتهم إلى شريح فحكم علي، فقال عليه السلام متمثلا:
أوردها سعد وسعد مشتمل * يا سعد ما تروى على هذا الإبل ثم قال: ان أهون السقي التشريع أي كان ينبغي لشريح ان يستقصي في الاستكشاف عن خبر الرجل ولا يقتصر على طلب البينة.
وروى أبو جعفر فيمن لا يحضره الفقيه والكليني في الكافي والطوسي في التهذيب وابن فياض في شرح الاخبار أنه قال: اني أحكم بحكم داود عليه السلام، ونظر في وجوههم ثم قال: ما تظنون؟ تظنون اني لا اعلم بما صنعتم بأبي هذا الفتى اني إذا لقليل العلم، ثم فرق بينهم ودعا واحدا واحدا يقول اخبرني ولا ترفع صوتك، وسأله عن ذهابهم ونزولهم وعامهم وشهرهم ويومهم ومرض الرجل وموته وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وموضع قبره وأمر عبد الله بن أبي رافع بكتابة قوله فلما كتب كبر وكبر الناس معه فظن الآخر انه اخبرهم بذلك ثم أمر برد الرجل إلى مكانه ودعا بآخر عما سال الأول فخالفه في الكلام كله فكبر أيضا ثم دعا بثالث ثم برابع فكان يتلجلج فوعظه وخوفه فاعترف انهم قتلوا الرجل واخذوا ماله وانهم دفنوه في موضع كذا بالقرب من الكوفة فكان يستدعي بعد ذلك واحدا واحدا ويقول اصدقني عن حالك وإلا نكلت بك فقد وضح لي الحق في قضيتكم فيعترف الرجل مثل صاحبه فأمر برد المال وأنهاك العقوبة وعفا الشاب عن دمائهم. فسألوه عن حكم داود فقال إن داود عليه السلام مر بغلمان يلعبون وينادون واحدا منهم اي مات الدين، فقال داود: ومن سماك بهذا الاسم؟ قال أمي، قال: انطلق بنا إلى أمك، فقال: يا أمة الله ما اسم ابنك هذا وما كان سبب ذلك؟ قالت: ان أباه خرج في سفر له ومعه قوم وأنا حامل بهذا الغلام فانصرف قومي ولم ينصرف زوجي فسألتهم عنه فقالوا مات وسألتهم عن ماله فقالوا ما ترك مالا فقلت لهم وصاكم بوصية قالوا نعم زعم انك حبلى وإن ولدت جارية أو غلاما فسميه مات الدين فسميته كما وصى، فقال لها: فهل تعرفين القوم؟ قالت نعم، قال: انطلقي معي إلى هؤلاء، فاستخرجهم من منازلهم فلما حضروا