مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ٢١٠
الغالبون على جميع العباد، فبدأ في هذه الآية بنفسه ثم بنبيه ثم بوليه وكذلك في الآية الثانية وفي الحساب (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، ووزنه محمد المصطفى رسول الله وبعده المرتضى علي ابن أبي طالب وعترته، وعدد حساب كل واحد منهما ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانون الكافي جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: لما نزلت (إنما وليكم الله ورسوله) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد المدينة وقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟ قال بعضهم: ان كفرنا بهذه الآية كفرنا بسايرها وإن آمنا فان هذا ذل حين يسلط علينا علي بن أبي طالب، فقالوا: قد علمنا أن محمدا صادق فيما يقول ولكن نتوالاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا فنزل (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) يعني ولاية محمد (وأكثرهم الكافرون) بولاية علي.
علي بن جعفر عن أبي الحسن عليه السلام في قوله تعالى (وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى) أوحى الله إليه يا محمد اني أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك. فقوله تعالى (والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) أثبت الولاية لمن جعله وليا لنا على وجه بالتخصيص ونفى معناها عن غيره، ويعني بوليكم القائم بأموركم ومن يلزمكم طاعته وإذ ثبت ذلك ثبتت إمامته لان لا أحد يجب له التصرف في الأمة وفرض الطاعة له بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا من كان إماما لهم وثبتت أيضا عصمته لأنه سبحانه إذا أوجب له فرض الطاعة مثل ما أوجبه لنفسه ولنبيه صلى الله عليه وآله اقتضى ذلك طاعته في كل شئ وهذا برهان عصمته لأنه لو لم يكن كذلك لجاز منه الامر بالقبيح فيقبح طاعته وإذا قبحت كان تعالى قد أوجب فعل القبيح وفي علمنا أن ذلك لا يجوز عليه سبحانه ودليل على وجوب العصمة.
(والدليل) على أن لفظة ولي في الآية تفيد الأولى ما ذكره المبرد في كتاب العبارة عن صفات الله ان الولي هو الأولى، وقال النبي صلى الله عليه وآله: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها ومنه أولياء الدم وفلان ولي امر الرعية:
ونعم ولي الأمر بعد وليه * ومنتجع التقوى ونعم المؤدب وما يعترض به السائل فلا يلتفت إليه، واختصاص الآية ببعض المؤمنين حيث وصفهم بايتاء الزكاة يوجب خروج من لم يؤتها، ومن حيث خص ايتائهم بحال
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376