حدايق أبي تراب الخطيب وكافي الكليني وتهذيب أبي جعفر عن عاصم بن ضمرة ان غلاما وامرأة أتيا عمر فقال الغلام: هذه والله أمي حملتني في بطنها تسعا وأرضعتني حولين كاملين فانتفت مني وطردتني وزعمت أنها لا تعرفني، فأتوا بها مع أربعة اخوة لها وأربعين قسامة يشهدون لها ان هذا الغلام مدع ظلوم يريد ان يفضحها في عشيرتها وانها بخاتم ربها لم يتزوج بها أحد فأمر عمر بإقامة الحد عليه فرأى عليا عليه السلام فقال:
يا أمير المؤمنين احكم بيني وبين أمي، فجلس عليه السلام موضع النبي صلى الله عليه وآله فقال: لك ولي؟
قالت: نعم هؤلاء أربعة اخوتي، فقال: حكمي عليكم جايز وعلى أختكم؟ قالوا نعم، قال: اشهد الله واشهد من حضر اني زوجت هذه الامرأة من هذا الغلام بأربعمائة درهم والنقد من مالي يا قنبر علي بالدراهم، فأتاه بها فقال: خذها فصبها في حجر امرأتك وخذ بيدها إلى المنزل، فصاحت المرأة الأمان يا بن عم رسول الله هذا والله ولدي زوجني اخوتي هجينا فولدت منه هذا فلما بلغ وترعرع انفوا وأمروني ان انتفي منه وخفت منهم، فأخذت بيد الغلام فانطلقت به فنادى عمر: لولا علي لهلك عمر.
قال ابن حماد:
قال الامام فوليني ولاك لكي * اقرر الحكم قالت أنت تملكني فقال قومي لقد زوجته بك قم * فادخل بزوجك يا هذا ولا تشن فحين شد عليها كفه هتفت * أتستحل ترى بابنى تزوجني اني من أشرف قومي نسبة وأبو * هذا الغلام مهين في العشير دني فكنت زوجته سرا فأولدني * هذا ومات وامري فيه لم يبن فظلت اكتمه أهلي ولو علموا * لكان كل امرئ منهم يعيرني ورووا انه اتي بحامل قد زنت فامر برجمها فقال له أمير المؤمنين: هب لك سبيل عليها فهل لك سبيل على ما في بطنها والله تعالى يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى) قال: فماذا اصنع بها؟ قال: احتط عليها حتى تلد فإذا ولدت ووجدت لولدها من يكفله فأقم الحد عليها، فلما ولدت ماتت فقال عمر: لولا علي لهلك عمر.
قال الأصفهاني:
وبرجم أخرى مثقل في بطنها * طفل سوي الخلق أو طفلان نودوا الا انتظروا فان كانت زنت * فجنينها في البطن ليس بزاني " المناقب ج 2، م 23 "