وأبين احدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين فأخذ علي عليه السلام يده وقرأ شيئا والصقها فقال يا أمير المؤمنين ما قرأت؟ قال: فاتحة الكتاب، كأنه استقلها فانفصلت يده بنصفين فتركه علي ومضى، قال ابن مكي:
رددت الكف جهرا بعد قطع * كرد العين من بعد الذهاب وجمجمة الجلندي وهو عظم * رميم جاربتك عن الخطاب وروى ابن بابويه في كتابه معرفة الفضايل وكتاب علل الشرايع أيضا عن حيان ابن سدير عن الصادق عليه السلام وقد سئل لم أخر أمير المؤمنين العصر في بابل؟ قال: انه لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة ملقاة فكلمها أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أيتها الجمجمة من أين أنت؟ فقالت: أنا فلان بن فلان ملك بلدال فلان، قال لها أمير المؤمنين، فقصي على الخبر وما كنت وما كان في عصرك، فأقبلت الجمجمة تقص خبرها وما كان في عصرها من خير ومن شر فاشتغل بها حتى غابت الشمس فكلمها بثلاثة أحرف من الإنجيل لئلا يفقه العرب كلامه القصة. وقالت العلاة نادى علي الجمجمة ثم قال:
يا جلندي ابن كراكر أين الشريعة؟ فقال ههنا. فبنى هناك مسجدا وسمي مسجد الجمجمة وجلندي هذا ملك الحبشة صاحب الفيل الهادم للبيت أبرهة وقال شاعرهم:
من كلم الأموات في يوم الفرات من القبور إذ قال هل في مائكم عبر لملتمس العبور قالوا له أنت العليم بكنه تصرف الأمور فعلام تسال أعظما * رمما على مر الدهور أنت الذي أنوار قدسك * قد تمكن في الصدور أنت الذي نصب النبي * لقومه يوم الغدير أنت الصراط المستقيم * وأنت نور فوق نور وقالت أيضا: انه نادى لسمكة: يا ميمونة أين الشريعة؟ فأطلعت رأسها من الفرات وقالت: من عرف اسمي في الماء لا تخفى عليه الشريعة.
أمالي الشيباني قال رشيد الهجري: كنت في بعض الطريق مع علي بن أبي طالب إذ التفت إلي فقال: يا رشيد أترى ما أرى؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين وانه ليكشف لك الغطاء مالا يكشف لغيرك، قال: اني أرى رجلا في ثبج من النار يقول: يا علي استغفر لي، لا غفر الله له.